«الجزيرة» - محمد السنيد:
رأسَ صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أمس، الاجتماع الثالث لوزراء السياحة في دول مجلس التعاون الخليجي الذي عقد في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بالرياض.
وقد ألقى الأمير سلطان بن سلمان كلمة افتتاحية في الاجتماع رحب فيها برؤساء الوفود المشاركة في الاجتماع باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - في بلدهم الثاني المملكة.
وقال: سعدنا اليوم بلقاء مقام خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - والذي أكد على أهمية التضامن والتعاون في كل ما يخدم التلاقي وتضامن دول الخليج ومواطنيها، وأكد - يحفظه الله - على أن السياحة هي من القطاعات الأساسية في لمّ الشمل وتعزيز التلاقي بين شعوب ودول الخليج التي هي بلاد واحدة يجمعها مصير واحد، واستمعنا إلى التوجيهات السديدة من مقام خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - حول السياحة وارتباطها بتاريخ بلادنا المشترك، وأثرها الكبير على الاقتصاد ودورها الواضح في تحفيز الاستثمارات وتوفير فرص العمل، إضافة إلى دورها الأساس في تعزيز الهوية الوطنية.
وأضاف: ونحن ننفذ توجيهات قادة دول المجلس في أن يكون خليجنا متضامناً متكاملاً في كل النواحي، والمجالات التي نعمل فيها اليوم سواء في القطاع السياحي أو تعاوننا المشترك مع وزراء الثقافة سوف تكون أحد المحاور الرئيسة لهذا التعاون.
وأكد سموه على أن دول مجلس التعاون الخليجي تتمتع اليوم بالأمن والاستقرار والتطور الاقتصادي وسط محيط مضطرب بفضل الله ثم بالحنكة السياسية لحكامها، وهذا يحتم علينا جميعاً العمل على كل ما يحقق ويعزز هذا الاستقرار، من خلال استنهاض عزائم الأبناء وربطهم بتاريخ خليجهم الواحد، الذي يرتبط بالخصائص الثقافية والمكونات الاجتماعية المشتركة.
ونبه سموه إلى أن قطاع السياحة لم يعد ترفيهاً فقط، بل هو اقتصاد وتنمية وأمن اجتماعي، وهو ما يتطلب من دول المجلس التي تملك مقومات اقتصادية كبيرة استثمار هذه القدرات الهائلة والتنسيق فيما بينها لتحقيق عوائد اقتصادية وخلق فرص وظيفية مناسبة لشبابها.
واعتبر سموه أن السياحة البينية والتكامل بين دول المجلس هو من أولويات عمل وزراء السياحة في دول المجلس، منوهاً إلى أهمية تطوير السياحة البينية وتطوير وتوثيق الروابط بين مواطني دول مجلس التعاون، إضافة إلى تطوير شراكة فعالة وحقيقية مع القطاع الخاص فيما يتعلق بتطوير الاستثمارات في الخدمات والمنشآت والمرافق السياحية، مما يسهم في توفير فرص العمل ودعم الاقتصاد.
وقد رفع أصحاب السمو والمعالي وزراء ورؤساء هيئات السياحة بدول مجلس التعاون الخليجي في الاجتماع شكرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - على تفضله باستقبالهم، وما سمعوه من مقامه الكريم من كلمات أبوية وتوجيهات سديدة.
كما رفعوا تقريرهم لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي على ما يجده قطاع السياحة من دعم واهتمام.
وبحث الاجتماع عدداً من الموضوعات المتعلقة بالارتقاء بالبرامج والجهود السياحية والتراثية في المنطقة، وتعزيز التعاون المشترك بين دول المجلس في المجالات السياحية.
اعتماد الرؤية الشاملة للعمل السياحي المشترك لدول المجلس
وأقر الاجتماع (الرؤية الشاملة للعمل السياحي المشترك في دول مجلس التعاون الخليجي) التي تم إعدادها من خلال الفريق المشكّل لإعداد الرؤية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
وعبروا عن تقديرهم لفريق العمل على ما بذله من جهد، مؤكدين أهمية هذه الرؤية في تعزيز التعاون المشترك بين دول المجلس تحقيقاً لرؤية وتطلعات قادة دول المجلس.
وتهدف الرؤية إلى وضع خارطة عمل مشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي استناداً على المقومات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي تتميز بها، وذلك لتكون دول المجلس التعاون الخليجي في عام 2030 م من أهم المقاصد السياحية في العالم لما تمثله من نموذج تراثي وحضاري وثقافي متميز، والأبرز عالمياً فيما يتعلق بحركة السياحة البينية.
وتركز الرؤية على مدى خمس سنوات (2016-2020)، على أوجه التلاقي الواضح بين السياحة والتراث الثقافي والحضاري بوصفهما عناصر رئيسة في الهوية الوطنية ومجالات اقتصادية وتنموية مهمة، وتحديد مجالات العمل المشترك التي من أبرزها: (مساهمة السياحة والثقافة في تنمية الاقتصاد الوطني، ودور السياحة والثقافة في تعزيز الهوية الخليجية، والتدريب وتنمية الموارد البشرية في مجالي السياحة والثقافة، والتنسيق السياحي الثقافي لدول المجلس، وتعزيز الشراكات والتحالفات بين دول المجلس في مجالي السياحة والثقافة، وتحقيق التكامل من نشاطات التراث المادي وغير المادي في تنمية التراث الثقافي وجعله جاذباً سياحياً).
كما تركز على استدامة المواقع السياحية التراثية والثقافية والحفاظ عليها وصيانتها، وإطلاق وثيقة تفعيل مفهوم الاستدامة للمواقع التراثية والثقافية، ووضع الخطط على مستوى دول المجلس لصيانة المواقع التراثية والحفاظ عليها، وتضمين التدريب على مفهوم استدامة المواقع الأثرية والتراثية.
توفير البرامج الجاذبة للسياح في دول المنطقة
وناقش الاجتماع توفير البرامج الجاذبة للسياح في دول المنطقة التي تشهد تنوعاً طبيعياً وتراثياً يحفز على استقطاب السياح الخليجيين، مع التركيز على وضع معايير جودة تتضمن تقديم الخدمات والبرامج السياحية بمستويات راقية تليق بمكانة دول الخليج وثقلها الاقتصادي والحضاري.
واستعرض الوزراء السبل المثلى للمساهمة في تشجيع رؤوس الأموال الخليجية والأجنبية للاستثمار في صناعة السياحة، والمشاركة في صياغة القوانين الخاصة بها، والعمل على توحيدها بالتنسيق مع الأمانة العامة للمجلس.
تعزيز جهود الدول الأعضاء في المحافظة على التراث العمراني
واستعرض الاجتماع جهود الدول الأعضاء في المحافظة على التراث العمراني.. وأكد الاجتماع على ضرورة تعزيز الجهود المتعلقة بالتراث العمراني، وتبادل الخبرات وتنظيم الزيارات للمختصين في التراث العمراني لمعالم التراث العمراني في دول المجلس، وتشكيل فريق عمل يعني بالتراث العمراني الخليجي لتطوير العمل الخليجي في مجال المحافظة على التراث العمراني، ورفع تقارير دورية للوزراء بهذا الخصوص.
إنشاء جمعية مهنية خليجية تُعنى بالصناعات والحرف التقليدية
وأوصى اجتماع وزراء ومسؤولي السياحة بدول مجلس التعاون الخليجي بإنشاء جمعية مهنية خليجية تُعنى بالصناعات والحرف التقليدية في دول المجلس، وذلك بعد تشكيل فريق مشترك من تلك الدول لغرض دراسة الجدوى الاقتصادية لهذه الجمعية وأثرها على المجتمعات المحلية إلى جانب تحديد الآلية اللازمة للتنفيذ، وذلك خلال اجتماع وزراء السياحة الخليجيين في الدورة المقبلة.