فهد بن جليد
حتى تشتهر في تويتر (اشتم أحلام)، وحتى تشتهر في انستقرام (كن جذاباً وثرياً)، وحتى تشتهر في سناب شات (كن بذيئاً)، لن نتفق على هذه المعادلة، مع علمنا أنها قادة الكثيرين إلى الشهرة وعالم النجومية، بمقياس (الفلورز)؟!.
نحتاج أفكاراً وحلولاً جديدة تنسجم مع التطور التقني الشبابي، وتبتعد عن الرقابة الأبوية في المُشاهدة، والهدف دائماً رفع ذائقة المستخدم؟ برأيي هذه أصعب مُهمة فكرية تواجه مراقبي وسائط التقنية اليوم؟ من أجل تواصل اجتماعي نظيف بعيداً عن (شتم تويتر)، و (استعراض انستقرام)، و(بذاءة السناب)؟!.
في كل مرة يُخطئ فيها مُستخدم مُراهق التعاطي مع وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصاً (السناب شات)، ويظهر علينا مُتجاوزاً حدود الأدب أو الأخلاق أو الدين أو النقد البناء والمُفيد، سيتم إلقاء القبض عليه ليواجه مصيره وعقابه؟ ثم ماذا؟!.
اليوم التالي سيظهر علينا شاب آخر، يُخطئ خطأ جديداً، لم يحسب له حساب، أو تهاون في ردة فعل الجماهير التي تقبلت قبل ذلك خطأ أكبر ولم تحرك ساكناً، ولكنه هذه المرة (وقع وما حد سمى عليه) ليواجه ذات المصير الذي واجهه صاحبه وربما عقاب أشد؟ ثم ماذا؟!.
الجمهور هو نفس الجمهور سيبقى مُطبلاً لمُخطىء جديد (مُحتمل) بعد أن يجعل منه نجماً, ننتظر أن يسقط هو الآخر، كما سقط المُخطىء الأول، عندما صنع منه الجمهور نجماً لشباك الهاتف، ومنح الثاني شهرة جعلته يخطىء وكأن الخطأ بينه وبين جمهوره مدموح، نتيجة (الميانة الزائدة) التي يشعر بها؟!
علينا أن نفكر بطريقة أخرى لعلاج المُشكلة؟ تكون موازية للعقاب، وتحقق المُعادلة الصعبة, يستحيل أن نطلب التوقف عن مُتابعة نتاج هؤلاء، فزمن الرقابة الأبوية على المُشاهدة ولي لغير رجعة، مع حرية الاستخدام، وخصوصيته التي لا تتجاوز أصبعين وعين مفتوحة.؟!.
هل علينا الاستعداد مُبكراً إلى ما هو أبعد وأقسى من السلوك البذيء أو المشين الذي عاقبنا عليه بعض المشاهير اليوم..؟!.
هناك مُتربصون نعم، هناك تقنية ثائرة نعم، الأهم من كل هذا أن يكون لدينا مُستخدم واع، وهي المُعادلة الأصعب التي يمكن تحقيقها بتعليم أبنائنا الاستخدام الصحيح، والتعاطي الأمثل مع وسائل التواصل، من خلال مناهج التعليم وداخل الفصول المدرسية، فنحن نعلمهم للتربية، والتقنية اليوم هي أم التربية؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.