عبدالواحد المشيقح
لم يكن المستوى اللافت الذي كان عليه منتخبنا في لقائه بأستراليا هو المكسب الوحيد لنا في هذا اللقاء.. بل إن (الروح) التي كان عليها لاعبونا هي أهم (مغانمنا) بل هي - برأيي - أهم من النقطتين اللتين ضاعتا على الأخضر.. رغم أهميتهما في مشوارنا نحو المونديال..!
الروح التي ظهرت فرحنا بها.. ومصدر الفرح أمران: الأول أنها كانت غائبة تمامًا لسنوات طويلة.. والآخر أننا ندرك تمامًا أننا لا يمكن أن نصل للمراد دون وجود الروح.. فغياب الروح عن اللاعبين كان هو الهاجس الذي يقلقنا دون الوصول لمبتغانا.. ومع ذلك ظل الغالبية يتحدث عند كل إخفاق نتعرض له بغياب المواهب.. بينما الواقع يقول إن الغائب الأكبر هو الروح وليس المواهب..!
أغلب التصاريح (الرسمية) التي أعقبت لقاء أستراليا.. كانت تتحدث عن الروح المعنوية الكبيرة التي كان عليها اللاعبون.. وأن الجميع سعيد بعودتها.. وهذا دلالة على أن الجميع كان يعلم بغيابها.. وأن اتحادنا ومسؤولي المنتخب أول من يعرف ذلك.. وعومل هذا الأمر بعدم اكتراث منهم.. أو بمعنى أدق فشلوا في معالجته بالطريقة الصحيحة..!
فلا يستطيع أحد أن يقنعنا بأن غياب (الروح) مسؤولية اللاعب.. فهبوطها وارتفاعها في المقام الأول والأخير مسؤولية إدارية.. وهي عوامل مكتسبة.. ومتى توافر الإداري (الخبير) فستكون في قمتها.. كما هو الحال إذا افتقدنا لهذا الإداري ستكون الروح هابطة.. إن لم تكن معدومة تمامًا..!
الذي أعنيه أننا نمتلك (المواهب)، لكنها مواهب - مع الأسف - ظلت زمنًا طويلاً تلعب دون روح.. وإن كنا لا نعممه على الجميع.. لكنه أمر موجود، ولا يمكننا أن نخفيه.. وظل مسؤولو منتخبنا دون حراك لرفع الروح المعنوية.. ودون إيجاد الحلول لها.. رغم أنها مسؤوليتهم.. وبعجزهم زادوا من الضغوط النفسية على اللاعبين.. ولم يساعدوهم في البحث عن أنفسهم وشخصياتهم..!
اللاعب السعودي لا تنقصه (الموهبة)، ولكن تنقصه (الروح) التي تجعله يقارع الآخرين ويتفوق عليهم.. والروح التي بثت بلاعبينا في مواجهة أستراليا خلقت عندهم الإصرار على الكسب.. كونهم مؤهلين لذلك.. ونتمنى أن روح أستراليا استمرت في لقاء البارحة.. فهي إن كانت حاضرة فإن ذلك سيزيد من إصرار نجومنا للوصول للهدف.. وحتى لو كنا خسرنا لا قدر الله من الإمارات أمس فلا نجعلها كارثة.. ونهاية للفريق.. فنحن على ثقة بأن ذلك لن يكون نهاية المطاف.. ما دمنا نمتلك الروح.. فهي التي تجعلنا نعوض ما فقدنا في القادم من مباريات.. وهذه الروح لن تستمر إلا إذا منحنا لاعبينا الاحترام والإشادة والثقة.. وأبعدناهم عن التوتر والشحن النفسي الزائد..!
قولوا ما عليكم..!
بمجرد أن يصادق الوقت على خبر نشرته إحدى الصحف.. أو القنوات الفضائية.. إلا وتجدهما في اليوم التالي يباهون بنشر الخبر.. ويتحدثون عن تميزهم.. وقوة مصادرهم.. أكثر من حديثهم عن الخبر نفسه.. وهذا حق مشروع لهم.. وحق من حقوقهم.. ما دام صدق ما نشروه..!
وكم أتمنى حينما لا يصدق الخبر.. أن لا يمر الموضوع مرور الكرام.. بعدم إشارة الصحيفة أو القناة إلى أنها نشرت أو ذكرت خبرًا ثبت عدم صحته.. حتى لا تهتز مصداقيتهما أمام القارئ والمشاهد..!
هناك العديد من الأخبار التي أثبتت مصداقيتها.. ومن حق المحرر والمذيع أن يتباهي بانفراده.. لكن إذا حدث العكس فإنهم يتهربون ويتنصلون من خبرهم.. وكأن شيئًا لم يكن..!
مرة أخرى أتمنى أن يكون هؤلاء أكثر شجاعة.. وأن لا يتنصلوا من خبر نشروه أو قالوه.. فليس معيبًا أن يكتب المحرر أن خبرنا الذي نشرناه لم يكن دقيقًا.. ولم يستند لمعلومات صحيحة.. مثلما ينشرون تأكيدًا لتميزنا وانفرادنا ومصداقيتنا.. عليهم أن يقولوا أيضًا أن خبرنا مغلوط ولم يكن صحيحًا.. لكي يكون عنوانهم الصدق والأمانة.. فالواثقون هم من لا يترددون في نشر أو قول ما عليهم.. قبل ما لهم..!
آخر الكلام
مخطئ من يعتقد أن رحيل قوميز وحده هو سبب تراجع أداء التعاون.. فالفريق افتقد عناصر مهمة، ويحتاج للوقت حتى يستطيع التخلص من فقدهم.. لذا فإن مهمة مدربه الحالي صعبة؛ كونه يعمل على إعداد فريق جديد.. كما هي صعبة حتى لو كان قوميز موجودًا ولم يغادر..!