الكاتبة كوثر الأربش نيابة عن المكرمين: قادة الخليج يبذلون ما في وسعهم لحماية المنطقة وأبنائها من المتربصين بها

وزراء الثقافة يكرِّمون عدداً من المبدعين الخليجيين في المجالات الثقافية

الكاتبة كوثر الأربش نيابة عن المكرمين: قادة الخليج يبذلون ما في وسعهم لحماية المنطقة وأبنائها من المتربصين بها

وزير الثقافة بالنيابة د. ماجد القصبي يكرم الزميل محمد المنيف

الاربعاء 12 أكتوبر 2016

«الجزيرة» - محمد السنيد:

كرَّم أصحاب السمو والمعالي وزراء الثقافة، في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في اجتماعهم الثاني والعشرين، الذي عقد في مدينة الرياض أمس «18» مبدعاً ومبدعة، من مختلف دول الخليج، بواقع «3» مبدعين من كل دولة خليجية، نظير جهودهم في خدمة وتوعية مجتمعاتهم، بمختلف صنوف الثقافة والمعرفة والفنون. وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة ألقى فيه معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني كلمة هنأ فيها المكرّمين على الإبداع الذي استحقوا عليه التكريم في دولهم، ووصفهم بأنهم كوكبة في مجتمعاتهم ونماذج مضيئة على مستوى الخليج والوطن العربي, مشيراً إلى أن هناك عزماً ونية لزيادة عدد المكرّمين.

ثم ألقت الكاتبة كوثر الأربش نيابة عن المكرّمين كلمة عبّرت فيها عن شكرهم وتقديرهم لأصحاب السمو والمعالي وزراء الثقافة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية على هذا التكريم، وقالت: يبدو مفرحًا للغاية أن أقف أمامكم الآن؛ كي أكون صوتًا لجميع المكرّمين في هذا اليوم، هذا اليوم الذي يشبه القصيدة الجميلة. ويبدو جميلاً أيضاً أن يكون الإبداع هو السبب الرئيس لحضورنا، الإبداع الذي قال عنه الأديب العالمي «يوسا»: «إنه الشيء الوحيد الذي يجعلنا نتجاوز الفروقات العرقية، الفروقات الطائفية، الفروقات الفكرية، هو الشيء الوحيد الذي يقف أمام الخوف، أمام الصمت، أمام الظلم بكامل أناقته وقوته منتصراً للإنسانية وعدالتها المنشودة».

والآن بعيداً عن كل الكلام المكرر، عن المقدمات المعتادة: دعونا نسأل أنفسنا بصدق: ما الإبداع الذي نريده، كيف يمكن أن نقوم بتشكيله والعناية به بكامل إصرارنا، دون أن يتربص به أحد، أو يحاول محاربته، الإبداع الذي يحترم ذواتنا، تطلعاتنا، أحلامنا بدلاً من أنّ نكون نسخاً مكررة للآخرين، ونفقد هويتنا وقيمنا الصلبة؟

منذ بضعة آلاف سنة الذي هو عمر الحضارة الإنسانية كان الإبداع هو الكائن الوحيد الذي يطرح أسئلته الملحة حول مصير البشرية، محاولاً من خلال التفكير الإنساني المغاير أن يجد الإجابات الصادقة التي تحقق الارتقاء والاستثمار؛ وبسبب ذلك فقط استطاع: الطيران، اختراع الحروف والكتابة، استطاع أن يقتل الظلام ليصنع الضوء، استطاع أن يؤلّف أجمل القصص والروايات، أن يسمعنا من خلال الموسيقى النبيلة كيف هو إيقاع الكون السحري.

لم أنسَ أن أرحب بأصحاب المعالي والحضور بكامل فئاتهم كما جرت العادة في كل الكلمات التي تُلقى في هكذا مناسبات؛ لكني آثرتُ أن أبدأ بالإبداع قبل الجميع فنحن مدانون له لأنه هو من ينقذنا من أنفاق الجهل ليفتح لنا نوافذ المعرفة.

الإبداع الذي يجعلك تخوض صراعًا وجدانيًا، تكون فيه الأفكار فرسانك المتبارزة. إنها هبة لا يمكن أن تشترى من دكان ما، الله وحده من يوجدها في التكوين الأول. يقول المؤلف البريطاني كين روبنسون: «لا يمكك إعطاء شخص ما حقن من الإبداع، ولكن يمكنك إنشاء طريق يشجع الناس على إخراج أفضل ماعندهم». وهذا ما حرصت عليه مملكتنا الحبيبة. بتوفير كل الوسائل الممكنة والحديثة لخلق بيئة حاضنة للمبدع، والإبداع..

أخيراً بصوتنا جمعياً، بدعاء الأمهات، الرجال الصادقين والحضور، ننعى رحيل أحد المكرّمين اليوم الذي لحن لدولة الكويت الشقيقة نشيدها الوطني، ذلك النشيد الذي حفظنا لحنه البريء منذ أن كُنا صغاراً، أعني إبراهيم الصولة الذي اختاره الموت ليكرّم هناك في سماء الله الواسعة؛ مرتاحاً من تعب الحياة؛ وبعيداً عن الحروب، الدمار. لإبراهيم الصولة ألف أغنية حزينة بعدد ما ألفّ، والكثير الكثير من كلمات الوداع الموجعة ولكم أيضاً أطيب التمنيات.

وفي نهاية الحفل تسلّم المكرّمون شهادات تقدير، وما يعادل خمسين ألف ريال لكل مكرّم من دولته، وميدالية ذهبية من الأمانة العامة للمجلس.

والمكرّمون هم: الشاعر حبيب الصائغ والروائي علي أبو الريش والمسرحي أحمد الجسمي من الإمارات العربية المتحدة، والفنان التشكيلي خليل الهاشمي والمطرب إبراهيم حبيب والناقدة الأدبية ضياء الكعبي من مملكة البحرين، والممثل محمد الطويان والفنان التشكيلي محمد المنيف والكاتبة كوثر الأربش من المملكة العربية السعودية، والشاعر سالم الكلباني والباحث علي الشحري والروائية فاطمة الشيدية من سلطنة عمان، والشاعر حمد النعيمي، والممثل المسرحي علي المحمدي والروائي عبدالعزيز آل محمود من قطر، والمطرب إبراهيم صولة « رحمه الله» والروائي سعود السنعوسي والروائية باسمة العنزي من الكويت .

ثم التقطت الصور التذكارية للمكرّمين مع أصحاب السمو والمعالي وزراء الثقافة بدول المجلس.

** ** **

لقطات