بريدة - فهد العايد:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، أمير منطقة القصيم، أن المبالغة في الديات أصبحت في الزمن الحالي تجارة يعقد من خلالها الصفقات والمزايدات في مبلغ الدية، التي يعفو ويتنازل ذوي القتيل عن حقهم من الدم في القصاص.
وأشاد سموه بجهود لجنة إصلاح ذات البين بالمنطقة في هذا المجال وسعيها في تحقيق التنازل عن الدم في عدد من قضايا القصاص، مبدياً أسفه بأن ظاهرة المبالغة في الديات أصبحت منتشرة في غالب مناطق المملكة.
جاء ذلك في كلمة سموه الافتتاحية للجلسة الأسبوعية مع المواطنين، التي أقيمت في قصر التوحيد بمدينة بريدة، وخصصت لمناقشة موضوع المبالغة في الديات، وأثر ذلك على المجتمع.
وأشار أمير القصيم إلى موقف حصل قبل يومين بأنه طُلب من ذوي القاتل مبلغاً يصل إلى 70 مليون، مفيداً أن العفو في مثل هذه المواقف، لا يمكن أن يكون من العفو الذي أمر الله به.
وقال سنعمل على دراسة هذه الظاهرة وجعل العفو عن طريق لجنة إصلاح ذات البين بالمنطقة، مناشداً القبائل والأسر بمنع هذه الظاهرة التي تدعو إلى الجشع والمتاجرة بدماء الناس.
وأضاف أمير القصيم: للأسف أصبح المبالغات في دفع الديات منتشراً، حيث دخل فيه أمرٌ زاده سوءاً وهو إثارة العصبية القبلية، ووجود المحسوبيات فيه، مشيراً إلى أن ذلك الأمر يستجلب غضب الله تعالى.
من جانبه، أوضح رئيس المحكمة العامة ببريدة الشيخ إبراهيم الحسني، عِظم العفو الذي بدون عِوض مادي، ذاكراً قصة توسط النبي في العفو وإعتاق رقبة من القصاص بالمال وإحقاق الصلح فيما بينهم، متحدثاً عن فوائد العفو والتعاون على البر والتقوى.
واقترح الشيخ الحسني، وضع سقف مُعين ومبلغ محدد للدية يكون من قبل وزارة الداخلية، ويعمم عن طريق إمارات المناطق، ويعاقب من يزود عن ذلك.
من جهة ثانية الأمير الدكتور فيصل بن مشعل في مكتب سموه بمقر الإمارة رجل الأعمال فيصل بن مساعد السيف.
هذا وقد رحب به سموه مشيداً بما يقوم به من أعمال خيرية ومساهماته المباركة في أعتاق الرقاب، داعياً سموه الله أن يجعل ذلك في موازين حسناته. ثم سلم سمو الأمير فيصل بن مشعل، السيف، درعاً تذكارياً بهذه المناسبة.