م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - شهدت كثير من حكومات العالم الثالث حالات اختطاف من جماعات، أفرادها مغامرون أفَّاقون.. لذلك باتت هيكلة النظام في تلك الحكومات شبيهة بهيكلة نظام العصابات.. قائم على العنف ضد المعارِض.. والاحتكار للخدمات والسلع.. والحماية للرعايا مقابل إتاوة.
2 - الحكومة العصابة لا تهتم بتنمية المواطنة بل بتأجيج واستنهاض الدوائر الضيقة من قبلية أو مذهبية أو مناطقية.. ولا تهتم بتنمية المجتمع؛ فأفراده بالنسبة لهم مجرد رعاع، وما هم سوى حطب في وقود مغامراتها.. لذلك سوف تجد الدولة العصابة قائمة على قبيلة واحدة، أو مذهب واحد، أو منطقة واحدة.. وهي لا تتصالح مع البقية من مواطني تلك الدولة بل تعاديهم، وتستخدم قوتها القهرية في صراعها معهم.
3 - الحكومة العصابة تعتمد على الجهاز الحكومي المتضخم.. إذ يطغى نصيب الجهاز العسكري دفاعًا وأمنًا على الجهاز المدني التشغيلي.. ويصبح ضباط الأمن فيها طبقة مستقلة بامتيازاتها.
4 - الحكومة العصابة نَفَسها قصير، وممارساتها قطعية.. لا تهدف إلى مصلحة عامة، بل إلى مصلحة خاصة.. وليس فيها حلول متزامنة بل حلول فورية.. وليس لديها خطط طويلة الأجل بل قصيرة الأجل.. ولا مجال فيها لحسن الظن بل افتراض سوء النية.
5 - الحكومة العصابة ليس لها حدود تعمل ضمنها؛ فهي تلاحق معارضيها في الخارج وتغتالهم.. وتحاصر معارضيها في الداخل وتسجنهم.. وتحمي وكلاءها بالتضييق على منافسيهم وتفليسهم.. والفساد لديهم ليس له سقف.. فالمشاريع تعتمد ليس للمصلحة العامة بل للمصلحة الخاصة.. ونسب الأرباح التي تقتص كرشوة أضعاف قيمة المشروع ذاته.
6 - الحكومة العصابة تقوم على احتكار كل الوسائل التي تؤدي إلى حماية بقائها.. وردع معارضيها.. واستخلاص أقصى ما تستطيع من دخل فوري من مواردها.. وتسخير كل طاقات الدولة لخدمة مصالحها؛ لذلك حضورها على الأرض حضور أمني.. وصلتها بالمجتمع قائمة على الخوف والتوجس.. وعلاقتها بالناس من خلال التجسس.. إذ لا شرعية إنما أمن.. ولا نظام إنما قمع.. ولا استقرار إنما ذعر.
7 - الحكومة العصابة لا تبني دولة مزدهرة بل تلعب دور الشحاذ الذي يستجدي الدول والمنظمات الدولية لتمويله.. ويقدم التنازلات، ويتخذ المواقف المنحازة بثمن فوري.. ويحمّل الأجيال القادمة ديونًا، تقضي على مقدراته لعقود طويلة.
8 - الدول التي تحكمها عصابات كما في العراق وسوريا وليبيا واليمن دُمِّرت وصارت دولاً فاشلة.