د.عبدالعزيز الجار الله
بنيت مدينة الرياض ما بين حافتين هما: حافات جبال طويق من الغرب، وحافة العرمة من الشرق، وبينهما ظهرة طويق المنطقة الجبلية من جهة الغرب، والسهل الرملي من الشرق، وهذا حال المدن القديمة والتاريخية يتم إنشاؤها على هضاب مرتفعة أو سفوح جبال أو تلال متفرِّقة، وهناك مدن تُبنى على مجاري الأودية أو عند نهايات الأنهار أو تنطوى على الشواطئ، والرياض واحدة من المدن التي بدأت العوامل الطبوغرافية وجيولوجية وعوامل تخطيطية أخرى تسبب لها بعض المشكلات، تكشف ذلك بعد مشروعات القطارات والطرق المحورية.
الرياض مدينة (طولية) بسبب وقوعها بين ظهرة حافتين ووسط سهلي طويل لكن سرعة بناء المدينة الحديث خلال (40) سنة من الطفرة الاقتصادية الأولى عام 1975م عندما تم بناء الرياض الجديدة لم تستطع أن تحافظ الرياض على هامش محددتها حتى كسرت المدينة الهامش وحرم حدودها، وأصبحت جهاتها على النحو التالي:
أولاً: جهة الغرب أصبحت حافة طويق بانحدارها الذي يصل (150) متراً حداً طبيعياً يمنع امتداد المدينة غرباً، يُضاف لها كثرة الأودية المنحدرة منها وهي أودية أخدودية تجعل الإسكان متفرِّق ومعزول.
ثانياً: من الجهة الجنوبية، وهي امتداد طبيعي لجبال طويق الغربية حافات شديدة الانحدار وأودية سطحية وكبيرة مثل وادي حنيفة ووادي نساح تمنع امتداد المباني جنوباً.
ثالثاً: الجهة الشرقية وصلت إلى حدها في السكان والعمران بسبب حاجز حافة العرمة والكثبان الرملية الكثيفة شرقي الرياض، يُضاف لها الأراضي الحكومية ومرافقها مثل مطار الملك خالد وجامعة نورة وجامعة الإمام ومنشآت وزارة الحرس الوطني.
رابعاً: جهة الشمالية وهي الجهة المفتوحة أمام العمران وامتداد المدينة، فهي أرض منبسطة تكاد تخلو من الجبال والهضاب العالية والأودية العميقة وتمتد عشرات الكيلوات تصل إلى محافظات الرياض.
وضعت حلول لتشجيع الهجرة المعاكسة من الرياض عبر إنشاء جامعات خارج الرياض: شقراء، الأمير سطام، المجمعة، وفتحت الكليات بشكل دائرة حول الرياض في القويعية غرباً وحريملاء وثادق والغاط والزلفي شمالاً، ورماح شرقاً والخرج السيح جنوباً. وتم إنشاء مدينة سدير الصناعية لنقل المصانع من جنوب الرياض إلى صناعية سدير وفتح الجنوب أمام الأحياء السكنية، والقطارات التي تنقل الركاب إلى المحافظات الشمالية يومياً، والضواحي السكنية التي يزمع إنشاؤها خارج النطاق العمراني للرياض.
إذن الرياض تحتاج إلى تخطيط مستقبلي لأن المساحات بدأت تضيق أمام السكان وجهات التخطيط.