نوف بنت عبدالله الحسين
(كزهر الليمون وأجمل...
أفتش عن نسائم وجهك...)
نوال عبدالرحمن
بين الملابس الصغيرة جداً... تفوح رائحة البراءة.. وكأن الليمون يعقّم بعبقه قسوتنا.. ويجعلنا نلين ونحن نتأمل صغر الأشياء وجاذبيتها... تلك الملابس الصغيرة جداً والمطوية بعناية فائقة.. مرصوصة كأنها حبات لؤلؤ مكنون.. يكتنفه البياض من كل صوب.. وكأنها تصدر شعاعاَ من رائحة الليمون.. ترق القلوب... وتهفو لذلك القادم من الظلمات الثلاث... تلك الرائحة الطاهرة النقية.. تختبر مشاعرك الجديدة وتمهدك لعالم مختلف مليء بالرحمة...
تتكشف جوانب الوالدية واللين ويرقّ الإحساس كلما جال الخيال نحو تلك الرائحة وقد انتشرت ملء الرئتين... وملأت الوجدان بهجة... أيها الكائن الممزوج برائحة الليمون... سبقت ريحك العطرة قدومك... ورسمت بها خطط المستقبل... يا أريج الجيل القادم... يا امتداداً لرائحة الحياة المقبلة...ينتظرونك بشغف.. ليتعفروا بك ويتغلغلوا بداخل رائحتك البريئة... عجيب أنت يا صغير... تصنع إحساس الحب برائحتك المعقمة للنفوس تزيل درن الحياة وجراثيم التبلّد... لتعيد إنسانيتنا... يا صغيري... يا زهر الليمون.