لا يمكننا اليوم أن نتحدث بلغة كانت منذ عشرين عاماً أو ما قبلها.
إن انفتاح العالم على بعضه كما لم يمر على عصر من قبل خلق مفاهيم وأنماط حياة وإيديولوجيات لم تكن حتى لتخطر على بال وعقل أحد.
ولكي لا يأخذنا التفرع في هذا الموضوع أقتصر على جانب واحد من جوانبه وهو المرأة, التي هي القاعدة لكل بناء في أي مجتمع..
هذا الوقت فرض بشكل أو آخر بحجة أو بدونها, على النساء الخروج للعمل ولقضاء حاجتهن وأكثره تخالط فيه الرجل الذي كانت منذ زمن قريب لا تجرؤ حتى على الحديث معه, الآن أصبح زميلها الذي تتبادل معه الأفكار في طبيعة العمل.
وغير ذلك ما نشهده كل يوم والآخر من خروج عادات أخرى كسفر الصديقات مع بعض, لدول مجاورة أو بعيدة بدون رجال, ولا شك أن هذا السفر يجعلها مسؤولة عن نفسها في كل تعاملاتها خارج البلاد وهو ما يفرض عليها التحلي بالجرأة لتخليص أمورها.
بينما كانت النساء سابقاً يعاب عليها حتى رفع صوتها بمقدار يتعدى فيه أذن محرمها.
أنا لا تعليق لي شرعي في هذا فلست مهيئة للحديث بلغة الاجتهاد وإخراج الأحكام, وإنما أقول إن علينا أن نعي جيداً أننا مع كل هذا التحرر والانفتاح وتسهيل نمط الحياة, يجب أن نبقى في جلباب حيائنا الذي هو الأساس لما بعده من أمور ديننا ودنيانا, ولست أعني منطِق ذلك الحياء الذي كان سائداً منذ زمن «يا ليت» وإنما هو حياء والتزام إن صح لي التعبير فيه أقول إنه لا يحتك وضميرك بشيء يكرهه ولا تستحي فيه أن تنظري للسماء..