محمد بن علي بن عبدالله المسلم
إن ما يسمى بقانون جاستا (JASTA) الذي صادق عليه مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكية ونقضهم لفيتو الرئيس الأمريكي أوباما وذلك بالسماح لذوي ضحايا سبتمبر بمقاضاة المملكة العربية السعودية بالذات ليس بجديد، ويعود تاريخياً لثعلب السياسة الأمريكية الصهيوني الماسوني هنري كيسنجر عندما كان وزيراً للخارجية الأمريكية والذي كان يبني السياسة والعلاقات الأمريكية بصلاحيات تفوق صلاحيات الرئيس الأمريكي وبدون معارضة من الكونجرس (للسيطرة اليهودية)، والذي وضع خطة السياسة الأمريكية في الستينات والسبعينات الماضية والتي تستهدف الإسلام بالمقام الأول، وبالتالي مهبط الوحي؛ المملكة العربية السعودية.
لتتبع تأثير كيسنجر (مهندس كل الحروب والإرهاب في المنطقة)، لنرجع للوراء قليلاً وتحديداً منذ قطع البترول السعودي رداً على العدوان على مصر والرحلات المكوكية لكيسنجر ومقابلاته للملك فيصل رحمه الله (أثر قطع البترول) عام 1973 والذي على أثره استغل اللوبي الصهيوني هذه الحادثة وعقدت الندوات والمؤتمرات التي تندد بالسعودية لقطعها البترول وتحميلها ارتفاع أسعار البترول، (وكنت وقتها في الولايات المتحدة في الفترة 1974 - 1976) رغم أن هناك دولاً أخرى في الأوبك رفعت أسعارها ومنها إيران ولا يتم ذكرها أبداً.
ولو رجعنا بالذاكرة بالحروب التي اشتعلت بالمنطقة ومنها الخليج العربي كانت كلها بتشجيع (مباشر وغير مباشر) من أمريكا فحرب الخليج الأولى والتي قامت أمريكا بتشجيعها ودعمها لـ صدام حسين ليحارب إيران كانت الشرارة الأولى لإشعال الطائفية بين السنة والشيعة في المنطقة، كما أن حرب الخليج الثانية واحتلال العراق لدولة الكويت كانت بدعم وتشجيع أمريكا وذلك باعتراف سفير أمريكي سابق في المملكة العربية السعودية السفير اتكنز عندما صرح في الهيرالدتربيون أن حرب الكويت هي تطبيق لسياسة هنري كيسنجر المعروفة بالخطوة خطوة، وكما أنه كان هناك تعاون بين إيران الصفوية وأمريكا من جهة والقاعدة والتي قيل أيضاً أن إيران والمخابرات المركزية CIA والمباحث الفيدرالية FBI كان لهم دور رئيسي في أحداث سبتمبر 2001 وذكر المؤلف الفرنسي تيري ميسان في كتابه (الحقيقة المرعبة) حقائق علمية منها أن وقود الطائرات لا يمكن أن يصهر الحديد الذي يحتاج إلى حرارة 1700 درجة، وأنه يوجد توجيه للطائرات من الأرض لأنه لا يمكن لقائد الطائرة وهي في حالة إقلاع ومليئة بالوقود أن يتحكم بالطائرة وهي على ارتفاع منخفض، كما أعلن مؤخراً أن لإيران صلة بأحداث سبتمبر وهي أكبر دولة راعية للإرهاب ولا ينافسها في ذلك إلا الولايات المتحدة الأمريكية. كما أن هيلاري كلنتون المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية سبق أن صرحت برعاية أمريكا لمنظمات إرهابية.
ولا ننسى دور أمريكا غير المعلن في تأسيس داعش بالتعاون بين أمريكا وإيران «ومثل إيران في هذا نوري المالكي والذي ثبت مساعدته داعش مالياً وعتاداً وسلمهم شمال العراق بأسلحته» لخلق بلبلة حول السنة وأنهم رعاة للإرهاب، ومن ذلك الحملات المركزة من قبل أعداء الإسلام بمهاجمة السنة والسلفية وما يسمونه بالوهابيه وأنها أساس الإرهاب.
لقد أصبحت السياسة الأمريكية تركز على محاربة الإسلام بعد قضائها على ما يسمى بالاتحاد السوفيتي، كل ذلك بدعم من اليهود الصهانية والصليبيه والمجمعات الماسونية التي تعمل لحكم العالم وهي الموجه الخفي للعديد من سياسات الدول الغربية وآخر حلقات رعاية أمريكا للإرهاب ما يسمى بـ(الثورات الخلاقة)، والتي قامت بثورات المغرب العربي وما زال فتيلها مشتعلاً ونجت منها جمهورية مصر العربية، وإن كانت لاتزال تعاني من تبعاتها.
هذا غيظ من فيظ برعاية أمريكا للإرهاب في أنحاء العالم، وماذا بعد إصرار أمريكا باستهداف السعودية بهذا القانون الذي سيخلق مشاكل لأمريكا نفسها أكثر من غيرها. لأن خرقها لسيادة الدول ستعامل أمريكا بنفس المعاملة ومن جميع الدول.
على المملكة العربية السعودية أن تأخذ هذا القانون غير العادل الاستهداف بصورة جدية وأن تبدأ بسحب استثماراتها تدريجياً حتى لا تتعرض للتجميد أو المصادرة واللجوء للمحاكم الدولية، مما سيشيع الفوضى في القانون الدولي أكثر مما هو موجود الآن في حالة تعرضها لأية أحكام تنفذ ضد المملكة العربية السعودية. كما أننا بحاجة لتقوية إعلامنا الخارجي بشكل يتناسب مع مكانة المملكة عربياً وإسلامياً ودولياً وأن يكون لنا تواجد إعلامي خارج المملكة ونشاط دبلوماسي يتناسب مع المناسبات وغيرها.
خير الكلام
قال الله تعالى في محكم كتابه:
{وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (54) سورة آل عمران.
{اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} (43) سورة فاطر.
{ يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (8) سورة الصف.
والله الموفق،،،