رجاء العتيبي
خطت الهيئة العامة للترفيه خطوات واثقة في مجال أعمال الترفيه وسط تفاؤل كبير من المجتمع, بعد أن كانت هذه الكلمة غائبة طوال عقود من الزمن, وحملت الأيام الماضية حراكاً ترفيهياً نوعياً بقيادة معالي رئيس الهيئة د. أحمد الخطيب مثلت انفراجة طال أمدها.
بدأت الهيئة ببرنامج متميز في مجال الترفيه بمختلف أنواعه تناقلته وسائل الإعلام مؤخراً, وشاهد الكل عدداً من الأنشطة النوعية التي جعلت من الهيئة محل ثناء وشكر وامتنان.
ومع استبشارنا بميلاد أعمال الهيئة إلا أننا نتطلع أن تكون الهيئة العامة للترفيه جهة تشريعية، تضع الأنظمة واللوائح والقوانين، أكثر من كونها جهة تنظيمية، فيما تعمل المؤسسات والشركات تحت هذه المظلة من خلال مشروع قانوني ينظم حركة الترفيه بشكل متوازن وعادل.
نتطلع أن يعمل النشاط في أي مدينة من مدن المملكة، في أي وقت وزمن طالما أنه يعمل وفق أنظمة الهيئة، بعيداً عن الخطابات والتوقيعات وصادر وارد وانتظار توقيع المدير العام.
نحن لا ننتظر أن ترهق الهيئة نفسها بالأعمال التنظيمية ومتابعة الأنشطة ومراقبة الجدول الزمني، فمهمتها أكبر من ذلك, تأتي في مقدمتها وضع صيغ (قانونية) لحماية العاملين في هذا الميدان واستقبال الخلافات في كل حالات (التقاعد) بين الأطراف, وحفظ الحقوق وتهيئة بيئة تنافسية شريفة بعيداً عن الاحتكار.
وتجربتي السابقة مديراً لجمعية الثقافة والفنون بالرياض تؤكد أن الجمعيات والهيئات تعمل كجهات مشرعة ليس غير، أما العمل الميداني فيكون للجهات الأخرى من مؤسسات وشركات وجهات حكومية, فالمساحة الكبيرة للمملكة تستدعي التفويض وإعطاء الثقة للقطاع الخاص, والإدارة المركزية لا يمكن أن تحيط بكل المدن والمناطق والقرى.
مهمة هيئة الترفيه -في تقديري- ينبغي أن تكون مهمة «استراتيجية» وليست «تنفيذية» ولا نرغب أن تقع الهيئة في نفس الخطأ الذي وقعت فيها جمعيات الثقافة والفنون في كونها جعلت من نفسها «مشرعاً ومنفذاً» في آن واحد»، على اعتبار أن هاتين المهمتين كبيرتين لا تتحقق لجهة واحدة مهما أوتيت من قوة، وترهق الميزانيات.
من الضرورة الاستعانة بأصحاب الشأن كمستشارين لأعمال الهيئة في مجال المسرح والأفلام وفنون الأداء والفولكلور وغيرها من مناشط الترفيه، لتبدأ من حيث انتهى الآخرون متجنبة الأخطاء السابقة فالوقت لا يحتمل تكرار الأخطاء.
نضع تجربتنا ورؤانا لأصحاب الشأن في الهيئة لحرصنا على نجاح هذا المشروع الوليد, الذي طال انتظاره إذا ما عددنا الترفيه من الضروريات وليس الكماليات, وأننا أمام حالة إنسانية يمثل لها الترفيه حاجة ملحة تنمو بها بصورة متوازنة.
كلنا -بوصفنا- مهتمين بالترفيه والثقافة والفنون عاقدون الأمل الكبير -بعد الله- على الهيئة بقيادة معالي د. أحمد الخطيب في أن تكون في مستوى طموحنا من خلال برنامج رؤية السعودية 2030م، متمنين له كل التوفيق.