عبد الاله بن سعود السعدون
أبرزت عمليات تحرير الموصل من عصابات داعش المغتصبة لها لأكثر من سنتين تداعيات متسارعة على شكل خلافات وتقاطعات حادة داخلية وخارجية، فالقوى السياسية المتمثلة في أصدقاء إيران تطالب بمشاركة الحشد الشعبي بقيادة الجنرال الإيراني قاسم سليماني بهذه الحملة العسكرية، وأهالي الموصل يعارضون هذه المشاركة لخشيتهم من انتقام وبطش المليشيات المتمردة الطائفية المؤتمرة بمكتب ولي الفقيه الإيراني التي تهدف للسيطرة على مدن المنطقة الغربية ذات الأكثرية السنية والمحاولة لتغير ديموغرافية تلك المنطقة لصالح القوى المؤيدة للنفوذ الإيراني في كل العراق، وأعلنت عشائر الموصل العربية معارضتهم لمشاركة فصائل من الحرس الثوري بقيادة سليماني وحصر تحرير الموصل بقوات الحشد الوطني المؤلف من أبناء عشائر الموصل والجيش العراقي واستبعاد دخول البيشمركة الكردية والحشد الشعبي لمدينتهم خشية الانتقام الطائفي والعرقي وعمليات إحراق منازل أهل السنة العرب وسلبها وسرقة محتوياتها كما حدث في مدينة صلاح الدين رالفلوجة... ويدور حوار ساخن بين بغداد وأنقرة حول الوجود العسكري التركي في معسكر بعشيقة في منطقة المرصل والذي تعتبره حكومة العبادي احتلالاً وخرقاً للسيادة الوطنية للدولة العراقية ولابد من سحبها من الأرض العراقية ويهدد مجلس النواب العراقي بقطع العلاقات الدبلوماسية بين العراق وتركيا، ويأتي التبرير التركي أن وجود القطعات العسكرية المحدود بألف ومائتين جندي جاء بناءً لاتفاق مع قيادة أقليم كردستان لتدريب قوات البشمركة الكردية والمماثل لاتفاقات الإقليم مع أمريكا وألمانيا للتدريب العسكري علاوة على وجود اتفاق رسمي بين حكومة العراق وتركيا يسمح للقوات العسكرية التركية من ملاحقة عصابات حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي العراقية لخمسين كيلومترا عن الحدود الإقليمية مقروناً كل هذا بنداء استغاثة من أهل الموصل ومجلس المحافظة بحماية العرض والنفس من حكومة الرئيس أردوغان... وأعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم بأن ليس هناك أي نية لتركيا في التوسع الجغرافي في منطقة الموصل والمنطقة عراقية السيادة وهدف مشاركة القوات العسكرية في تحرير الموصل لحماية حدود تركيا من الإرهاب المتمثل بعصابات حزب العمال الكردستاني الإرهابي ومنع الفوضى الأمنية المرتقب حدوثها بعد عمليات التحرير وحماية أهالي الموصل من التعدي الإجرامي من قبل المليشيات المنفلتة والطائفة للانتقام العرقي والطائفي والمحافظة على المؤسسات الرسمية ومنازل المواطنين من السلب والحرق والتدمير، كما أننا لا نسمح بوجود هذه القوى الطائفية على أرض الموصل بعد التحرير والغريب في القرار الرسمي العراقي المتناقض بترحيبه بالمشاركة الإيرانية وانتهاكه للسيادة الوطنية باستباحته للمنافذ العراقية في الشلامجة بالبصرة وديالى وخرق السيادة بحرية قوات الحرس الثوري الإيراني بالتوغل بكل التراب الوطني العراقي دون معارضة، بل يلقى عكس ذلك كل الترحيب والتقدير إنها سياسة الكيل بمكيالين لا يرضى بها أهل الموصل المعارضون للوجود المليشي الإيراني على أرض مدينتهم الموصل الحدباء.. ودعوة عربية صادقة للحكومة الاتحادية من العمل بتجنيب سهل الموصل من أي تصادم إقليمي ودولي ولينعم أهلها بالأمن والسلام بعد خوف وقلق من تسلط عصابات داعش الإرهابية على رقابهم لأكثر من عامين عاشوها مع العوز والذل ورائحة البارود والدم بعزلة موحشة عن الوطن الكبير العراق الموحد بإذن الله.