يوسف بن محمد العتيق
من اللافت للانتباه أن بعض المدن في بلادنا لها عدة مسميات بين مسمى تاريخي موجود في بطون الكتب ويستخدمه الباحثون في كتاباتهم العلمية لأنه هو المسمى الموجود في الكتب القديمة فعلى سبيل المثال حين تبحث في تاريخ المنطقة الشرقية لبلادنا الغالية ستجد أن المسكى القديم غير المسكى الرسمي والحكومي الآن والذي نستخدمه الآن في الخطاب والجواب، فقد تجد معلومات عن المنطقة الشرقية تحت مسمى (هجر) أو (الخط) وهكذا الحال بكثير من المناطق في وطننا الغالي يكون لها عدة مسميات تتغير مع تغير المراحل التاريخية، ثم تستقر بمسمى رسمي مع عهود الاستقرار.
وفي هذا الموضوع نفسه رأيت تصريحا مهما لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، حين كان أميرا لمنطقة الرياض، يتحدث عن أهمية المحافظة على المسميات التاريخية، فقط تحدث لوسائل الإعلام على هامش إحدى زيارته لمحافظة الخرج في منتصف العام (1427 هـ)، وتحدث في هذا الموضوع بحديث غاية في الوضوح والأهمية، حيث قال: محافظة الخرج عزيزة علي كثيرا فقد عرفتها طفلا مع والدي عبدالعزيز رحمه الله وعرفت كل قراها ومدنها وعرفت هذا المكان الذي أقف فيه في السيح فعرفوا الناس على أن يسموا مركز المحافظة الخرج، والخرج كما تعلمون إقليم مشهور منذ القدم، والخرج يعني كل هذا الإقليم، إنما هذه المدينة التي نحن فيها الآن هي مدينة السيح إحدى مدن الخرج الذي أنشأ في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله لذلك يجب أن أنبه لهذا وأقول نحن الآن في مدينة السيح في محافظة الخرج.
والذي أخرج منه بكل ما تقدم أن معرفة مسميات المدينة القديمة والحديثة ليس خاصا بعلماء التاريخ، بل هو جزء من اهتمامنا جميعا بتاريخ وطننا.