سلطان المهوس
لماذا ظهر لاعبو الأخضر السعودي بمستوى كبير أمام منتخب أستراليا الذي خطف التعادل بصعوبة ..؟؟!!
سؤال منطقي بالنظر للمستوى الفني السيئ الذي كان عليه الأخضر، في أول جولتين من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم بروسيا أمام تايلند والعراق رغم الفوز بكلا المباراتين ..!!
سنعود بالذاكرة لعام 2014 حيث كان الإسباني لوبيز كارو مدرب الأخضر بعد أن تمت إقالة الهولندي فرانك ريكارد، وقد أبدع (رقمياً) لوبيز بتحقيق انتصارات متتالية رسمية، من خلال (11) مباراة لعبها الأخضر تحت قيادته، وشهدت ثمانية انتصارات وتعادلين وخسارة وحيدة أمام قطر في نهائي خليجي (22) ..!!
كان الإعلام والجماهير ينتقدون لوبيز لأنه يحقق انتصارات دون مستوى فني متميز، حتى لعب الأخضر أمام منتخب الأرغواي - ودياً - بجدة وشهدت انفجاراً هائلاً بإمكانات اللاعبين الذي خطفوا التعادل أمام منتخب يضم محترفين بكل الدوريات العالمية، وعلى رأسهم المهاجم لويس سواريز ..!!
لم يعرف أحد سبباً لظهور اللاعبين بذلك المستوى الكبير، والذي اختفى بعدها ببطولة الخليج بالرياض، ليضيع اللقب أمام قطر بالنهائي وتتم إقالة لوبيز ..!!
الهولندي فان مارفيك لم يخسر مع المنتخب، وبقيادته قدم اللاعبون أحد أجمل مبارياتهم أمام أستراليا، بعد أن كانوا سيئين أمام تايلند والعراق ..!!
ما السبب ؟؟
هل هو العامل النفسي ؟
أم الإبداع أمام المنتخبات الكبيرة (أستراليا بطل آسيا 2015)..؟؟
أم هذا مستوى اللاعب السعودي، لكنه يحتاج لمن يستطيع أن يخرج ذلك ؟
هل المدربون لا يستطيعون التحكم بعقلية ودافعية اللاعب السعودي ؟؟
من يصدق أن هؤلاء هم من فازوا بصعوبة على تايلند بالرياض وبمساعدة أخطاء الحكم ؟؟
إذا كانت قدراتهم الحقيقية ظهرت أمام أستراليا فأين هي من الاستمرارية ؟؟
ما الذي جعل حسن معاذ يبكي وعمر هوساوي يصارع الألم بكل قوة للذود عن مرمى الأخضر، وتيسير يقاتل والشمراني ينفجر والخيبري يقف سداً لا يمكن اختراقه ؟؟!!
إنها الروح الجماعية التي هزت كل دافعية داخل أجساد اللاعبين والحب الذي يجمعهم، وهما السلاح الأكثر فاعلية من كل خطط مارفيك وغيره من المدربين، فمتى حضرت الروح الواحدة حضر الأداء الفني الكبير ..!
كرة القدم غريبة وعجيبة وسنتوقع أي نتيجة أمام الإمارات - غداً -، فقد دخلنا أمام أستراليا ولم نكن نحلم بالتعادل وحققناه، وكدنا أن نفوز، واليوم ندخل بطموح الفوز ولا نعرف هل نحققه أم لا؟
الأكيد أننا أمام لاعبين يدركون حجم المهمة أمامهم وجماهير ضربت أجمل المواقف الداعمة لمنتخبها، وما نتمناه أن لا نخسر أبداً على ملعبنا مهما كان الثمن ..!!
علينا أن ندرك أن المشوار طويل جداً، والتأهل يحتاج للوصول للنقطة العشرين وما حولها من أصل ثلاثين نقطة، وهو ما يعني التعامل النفسي الأمثل مع كل منعطفات التصفيات، فلا شيء صعب، وقد انكشفت مستويات المنتخبات تماماً، ويبقى الهدوء والعقلانية طريقاً آمناً نحو تحقيق هدف الأمة السعودية الكروية، وما علينا إلا أن نظل داعمين لأبطالنا حتى النهاية المشرقة بإذن الله، فقد طال الغياب عن الظهور العالمي الذي يعرف اللاعبون أهميته لتاريخهم الكروي الخالي من هذا الحدث الكبير، فقد خسرنا بطولتي آسيا والخليج، والفرصة اليوم لن تتكرر لهذا الجيل - ربما - والأكيد أن الثقة فيهم لا تغيب أبداً ..
قبل الطبع
«حيث تملك القوة لا مكان للعقل»
- مثل فرنسي -