محمد البكر
الفقرات الثلاث التالية كانت جزءاً من مقالي الأخير والذي كتبته قبل مباراة منتخبنا أمام أستراليا.. واليوم أعيد نشرها كي أقول لزملائي الإعلاميين، إن الروح الإيجابية، هي التي تزرع الأمل في روح اللاعبين، وهي التي تساهم في تذليل العقبات، وهي العنوان الصحيح لطريق البطولات. ومع أنني لا أدّعي بأنّ الصورة التي ظهر بها منتخبنا الوطني أمام أستراليا لها علاقة بما كتبت، إلا أنّ الحقيقة هي أن التفكير الإيجابي ينتقل بسرعة لمن هم حولك أو لمن يعنيهم الأمر... دعونا أولاً نسترجع معاً تلك النقاط.
« لا تهتموا بمن يقلل من إمكاناتكم، ولا تلتفتوا لمن يحبطكم، وادخلوا المباراة برؤوس مرفوعة وإرادة صلبة وروح قتالية..
« لا يختلف اثنان على أن ناصر الشمراني هو واحد من أفضل نجوم قارة آسيا، وهو بلا شك ورقة رابحة لأي فريق يمثله. وإذا كانت الإصابة في بداية الموسم كانت سبباً لغيابه عن قائمة المنتخب، إلا أنه اليوم يعود بكل قوة وحماس ومثابرة، وهو ما بجعل الجماهير السعودية أكثر تفاؤلاً بأنه لو شارك أمام أستراليا، فإنه سيكون العامل الحاسم والمؤثر في نتيجتها. كل الذي نتمناه من الجهازين الفني والإداري للمنتخب، أن يطلقا جناحي هذا النجم ليحلّق من جديد.
« إنكم تمثلون وطناً له تاريخه الناصع في القارة الآسيوية، لا يهمه إن كان الخصم أستراليا أو اليابان أو أي فريق في قارة آسيا..
(أحمد الله على أنّ ما جاء في تلك النقاط قد تحقق، فالروح القتالية عادت والنجم الشمراني سجل وكان تسجيله حاسماً، ونجوم منتخبنا تجاوزوا المحبطين من كتّاب ومحللين وجماهير ممن كادوا أن يهزموا منتخبنا قبل أن تبدأ المباراة).
« لا أشك أبداً من أنّ هجوم بعض الزملاء من الكتّاب والنقاد والمحللين، على نجوم منتخبنا وعلى جهازيه الفني والإداري، لم يكن إلا محبة وغيرة على سمعة الكرة السعودية، لكنهم نسوا أنّ من غير المنطق شن تلك الحملات الجارحة في توقيت حرج وقبل مباراة حاسمة كمباراة أستراليا. ولعل الزملاء اليوم يدركون خطورة مواقفهم السلبية والمتسرعة والتي كادت تقصم ظهر منتخبنا ونجومه.
انتخابات عطني وأعطيك
من خلال تغريدة واحدة غرّدت بها قبل أيام حول انتخابات اتحاد الكرة، اكتشفت أنني إما طيب أكثر من اللازم أو ساذج لم أفهم بعد لعبة الانتخابات وما يدور خلف كواليسها. ولا أخفيكم سراً إن قلت بأنّ ما عرفته ( متأخراً ) عن تلك الكواليس، شكل صدمة كبيرة لي. فعندما تدار الأمور على أساس «كل شيء بحقه»، بعيداً عن أي برامج واضحة أو استراتيجيات للمرشحين، وعندما تكون لعبة تجميع الأصوات مبنية على أساس الفزعات والمعارف والتلميع عبر الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي... حينها لا يبقى للأمانة مكان، ولا للمصداقية عنوان.
شعور الإحباط الذي شعرت به لا علاقة له بأسماء المرشحين، فليس لديّ مواقف مسبقة سواء إيجابية أو سلبية تجاههم، إلا أنني محبط من بعض الزملاء ممن باتوا يبيعون ويشترون بعيداً عن شرف المهنة ومعنى الأمانة الصحفية.
كل الذي أتمناه هو استمرار نجاح منتخبنا الوطني لأنه يمثلنا كمواطنين سعوديين، أما إدارة الاتحاد القادمة، فقد خرجت من دائرة احترامنا مهما كان أداؤها وعملها القادم، تماماً كما هو حال هذا الاتحاد الذي لم يكن انتخابه بعيداً عن محاصصة المقاعد والمناصب.
العراق والتحكيم
كنت أتمنى لو انتهت مباراة العراق واليابان بالتعادل، لأنّ التعادل يصب في مصلحة منتخبنا، لكن قرار الحكم الكوري غيّر شكل المجموعة. منتخب العراق لم يَعُد يهمني منذ أن أصبح «ملك غيره»، لكن شكوى الاتحاد العراقي ضد الحكم الكوري، جعلتني أتذكر بطولة آسيا التي سرقها الاتحاد الآسيوي وحكامه من منتخبنا ليمنحوها للمنتخب العراقي على طبق من ذهب.
تلك مباراة لن ننساها أبداً، وعلى العراقيين تذوُّق مرارة الظلم كما تذوّقناه أمامهم من قبل.. ولكم تحياتي.