عبد الله باخشوين
من سكن ((قاعدة الصواريخ)) على ((الكورنيش)) الجنوبي.. إلى مبنى ((القاعدة)) على الكورنيش الشمالي.. كادت تضيع معالم مدينة جدة.. فهذه المنطقة المحاذية للبحر.. تمر بمصافي ((بترومين)) وبالقرب منها ((ميناء جدة الإسلامي)).. وتطل على ((وسط البلد)).. وفق ((التخطيط)) أو الجغرافيا التقليدية الموضحة على ((خرائط الفارسي)).
وفق هذه ((الخريطة)) يمتد الخط الساحلي لجدة ليمر بعدة مواقع رسمية أهمها ((الكورنيش)) المطل على خلفية ((قصر السلام)) من الجهة الجنوبية.. ثم ((القصر)) العامر نفسه و((المستشفى العسكري)).. و((محطة تحلية مياه البحر)) ومبنى ((قاعدة الصواريخ)).. غير أن الذي صمم كل هذه ((المرافق)) الحيوية بهذه الطريقة.. كان يضع في ((حسابه)) أن هذه هي ((نهاية)) مدينة جدة وليست بدايتها.. فأصبحت ((مصفاة بترومين)) تحيط بها مجموعة من الأحياء العشوائية تصل إلى ((المحجر الصحي)).. الذي كان مخصصاً للحجر الوقائي ومعهد ((التمريض)).. ولا أدري ما هو شأنه الآن.. لأنه أصبح يشكل خطراً على أي نوع من أنواع ((الحجر الصحي)) بما يضمه من أحياء - كثيفة السكان ومتعددة الأعراق والأجناس.. ومطوق من جميع الأنحاء بالبشر بدءاً من سوق الصواريخ ومجمع إسكان قاعدة الصواريخ ومستودعات الحبوب والمواد الغذائية بمختلف أنواعها وكل هذا الزحام السكاني يكاد يصل إلى بوابة الميناء ومدينة ((حجاج البحر)) وغيرها إلى أن تصل إلى أحياء مثل ((الهنداوية)).. وكلما اتجهت شمالاً تجد محيط جدة ((البديل)).. و((البديل)) هنا لا علاقة له بكرة القدم وبدلاء اللاعبين.. وأيضاً لا علاقة له بمفهوم ((القاعدة)) التي هي اختصار لمسمى لعبة ((البيسبول)) الأمريكية الشهيرة.. ولكنها - أي البديل - تعني الامتداد الشمالي للكورنيش.. فكان أن تم بناء ((قصر السلام)) العامر كامتداد لحي ((الحمراء)).. إلى أن تصل لمبنى ((القاعدة)) حيث تنتهي حدود جدة في ذلك التخطيط قبل أن يبدأ متنفس الكورنيش الذي يصل حتى يطوق البحر بالمباني ويشمل ((أبحر)) ويمتد إلى ما شاء الله.
هذه المناطق شديدة العشوائية من القاعدة السكن إلى القاعدة المركز.. كان يمر بها كل رؤساء البلديات ويصدمون بإشكالية عويصة تؤكد استحالة العمل على تحسينها أو إزالتها.. وإن كان قد تم التحايل على المشكلة ببناء ((كبري)) أو جسر يمتد من الميناء ويصل إلى طريق مكة السريع دون أي عائق.. وانصرفت البلديات لإجراء تحسينات على ((الكورنيش)) وكان أن ذهبت الأموال التي ترصد لمدينة جدة إلى البحر مباشرة وبقى كل شيء على ما هو عليه إلى أن يشاء الله.
فأصبح ((جنوب جدة)) من القاعدة السكن حتى وسط البلد ملاذا حقيقيا للمتخلفين.. وكثير من الأمور التي تدفعنا للتوجه لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكة المكرمة طالبين من سموه الكريم الإسراع في البحث عن حل أو حلول مؤقتة أو دائمة تساعد الأجهزة المختصة في الخلاص من السلبيات التي تمثلها هذه المناطق والأحياء.