عبدالحفيظ الشمري
عسى الله أن يحمي بلادنا من نوايا الشر فيمن حولنا، ومفاجآت ما هو إدراج الغيب.. فبعد قانون «جاستا» المجحف بحق بلادنا علينا أن نرتب مهامنا، وندرك بوعي أن هناك تحديات كثيرة، وكبيرة ربما تمر بالوطن، على نحو قلق المرحلة السياسية من حولنا، وخطوب الحالة الاقتصادية في محيطنا، ودخولنا في حرب لحماية حدود الوطن، وإنقاذ الجوار من تمرد «حوثي» أهوج، وتمدد «فارسي» متغول في الحياة العربية والإسلامية المعاصرة.
فالمشكلة هنا ربما ليست محلية صرفة؛ إنما هي حالة إقليمية وعالمية، ولندرك أن كل الدول تمر بمثل هذه الأزمات، وكثير من العالم قد يعاني من معوقات خانقة، قد تتسبب في تعثر مشاريع التنمية والبناء لأعوام قد تقصر أو تطول، لكن المقلق لدينا أن بعضاً من المجتمع -وهم قلة ولله الحمد- لا يزالون يغردون بعيداً عن همومنا، بل وربما يشط البعض منهم، ليكون عوناً للغرباء علينا، وعلى بلادنا، إذ إن هناك من يحطب بحبل المناوئين لنا، ولمشروعنا الحضاري والإنساني.
فالمجتمع هنا هو الذي يعنينا، لنقدمه على كل الرؤى والأحاديث السياسية، أو التحليل الإستراتيجي، أو مداولات العمل الدبلوماسي، فالجميع مدعو لدعم الوطن؛ انطلاقاً من رؤى القياديين بكل ثقلهم وعطائهم، من أجل أن يوجهوا بوصلة الاهتمام، لكي لا يتأثر المواطن البسيط بتبعات هذه المواقف التي قد تمر بنا على نحو «جاستا» وما سواه من قوانين قد تتدخل في الشأن الخاص لبلادنا.
فمن الأجدى والأجدر أن يزداد أمر حب الوطن، والتمسك به، والدفاع عنه، وأن يكون الجميع على أهبة الاستعداد لحمايته، فمن باب أولى أن يراجع هؤلاء الذين بلغت بهم الطيش، وتمكن منهم العقوق أن يَسْتَعْدُوا الغرب والشرق على بلادنا؛ بحجة مطالباتهم التي تزعم الانفتاح، بل إن هناك من جاهر ببعض المقولات الصادمة بجهل منه، أو عدم واقعية على نحو من كان يظهر المشروع الغربي كحل أفضل في بلادنا.
فرغم أن الوقت قد لا يستدعي المكاشفة والمحاسبة لمن أخذ أو قدم شيئاً للوطن، فإن الواقع على رجال المال والأعمال؛ ومن لديهم الثروات من أبناء الوطن أن يعيدوا ترتيب استثمار مشاريعهم في بلادنا، ليخدموا مجتمعنا بعيداً عن الذاتية أو منظار المصلحة الخاصة.
وهناك من ينظر إلى أن هذا القانون «جاستا» سيكون -بحول الله- زوبعة وستذهب، أو قضية خلافية ستغادر في حال سبيلها؛ إذا ما ركنا إلى هذه الرؤى المتفائلة، لكن الأمر في الحقيقة لا يعدو تفاؤلاً أو تشاؤماً إنما هو ترتيب جديد، ووعي لافت، وانطلاق نحو تصحيح المسار، وتقديم مصلحة الوطن، والوقوف معه في مثل هذه الملمات والنوائب، لكي نعبر به إلى بر الأمان، ونتجاوز ما قد يوضع في طريقنا من عوائق وعثرات قد يصنعها المتربصون بنا وبوطننا.