صيغة الشمري
هل نعتبر ممن يجلدون ذواتهم عندما نعلق على خبر مفاده أننا نتصدر دول كوكب الأرض بسلبية ما؟! ماذا عن الذات التي ترفض أن تتطور وترفض اللحاق بمصاف البشر جميعاً، نكذب تقارير المنظمات الأممية المتخصصة ونعزف على وتر التخوين والمؤامرة الذي لا نجيد غيره، عندما تظهر التقارير بأنّ جامعاتنا في ذيل القائمة الدولية نزبد ونرعد، عندما تظهر تقارير منظمة الصحة العالمية بأننا نتصدر دول العالم في مرض السمنة ومرض السكر وتدق ناقوس الخطر قبل أن يتحول المرض إلى وباء، نزبد ونرعد ونذهب إلى إيهام الناس بأنّ منسوبي هذه المنظمة متخصصو دهان وسباكة ولا علاقة لهم بالطب، اذهب إلى (قوقل) وأبحث فيما تشاء من تقارير المنظمات العالمية في شتى المجالات لتجد نفسك مجبراً على خنق ذاتك وليس جلدها، شيء مخجل ومؤسف، تجد هذه التقارير تتكرر سنوات عديدة واسم بلادنا يلف العالم متسيداً قائمة الأسوأ، دون أن تتحرك الجهة المعنية في التقرير ببذل الجهود لتبييض سمعتنا وسترنا أمام قبائل الكرة الأرضية، لكن يبدو أنها جاهلة في (علوم القبايل)!، وكل ما نستطيع فعله في السنة القادمة لدرء الفضيحة، هو محاولة التحايل واللف والدوران حول التقارير! آخر هذه التقارير الأممية ما أصدرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، حيث تسيّدنا دول العالم - كعادتنا - في الهدر الغذائي، استحق الفرد السعودي كأس العالم في الهدر الغذائي بمعدل ربع طن من الغذاء المهدور سنوياً للفرد الواحد، وبخسارة مقدارها 49 مليار ريال كل سنة، وزارة البيئة والمياه والزراعة لم تفعل أكثر مما تفعله أخواتها حين صدور مثل هذه التقارير، تزبد وترعد وتلوح بمجموعة من الإصلاحات التطويرية التي تعد وكأنها رد لتلافي تأثير التقرير لأيام معدودة، وعندما ينسى الناس تذهب كل تلك الإصلاحات لمكانها الأصلي في العدم، وزير الزراعة يقول إنه سيقوم بإصلاحات لضبط الهدر الغذائي بمبلغ 24 مليون ريال، إن هذا المبلغ لا يكفي طباعة عدد من الملصقات التوعوية، بقي معلومة في هذا التقرير الغذائي المخجل قد لا يعرفها الكثير، مفادها أن بلادنا تتذيل جميع دول العالم في استهلاك الخضراوات!