الحمد لله الذي جعل حماية الأعراض من ضرورات الدين فأوجب صيانة الدم والعرض، والمحافظة على كرامة الإنسان، حيث إنه جعل الشريعة المطهرة وقواعد الدين تقوم على حفظ الضرورات الست: حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ العرض وحفظ النسل وحفظ العقل وحفظ المال، أحاط هذا كله بسياج يمتنع اقتحامه أو النيل من شيء من هذه الضرورات، قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (16) - (17) - (18) سورة ق.
وقد قال المصطفى عليه السلام: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، وقد وصفه الله بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (4) سورة القلم، فالتقوى جماع الخير كله، قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (2) - (3) سورة الطلاق.
{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} (4) سورة الطلاق.
{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} (5) سورة الطلاق.
وقال تعالى: {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (29) سورة الأنفال.
إن من مزايا دين الإسلام ومفاخره وسر عظمته وبقائه أن جاء متضمناً حقائق العقيدة والشريعة والعبادة والمعاملة يخاطب العقل والقلب والضمير والعواطف والنفس في مبادئ التشريع والأخلاق والتربية والسلوك، ديناً من عند ربنا يرسم الأحكام والنظام لمسلم كريم طاهر الباطن والظاهر سليم القلب نقي المشاعر عف اللسان نقي السريرة متأدب مع ربه ونفسه ومتأدب مع الناس أجمعين.
دين حق تتلاقى فيه أحكام الشرائع مع نزاهة المشاعر وتتوازن فيه الأوامر مع الزواجر ديناً يُنشئ مجتمعاً كريماً مترفعاً عن القبائح صائناً للحرمات، مجتمعاً متديناً متنزهاً عن الآثام والموبقات لا يُؤخذ أحد فيه بالظنة ولا تتبع فيه العورات.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} الحجرات 11.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} الحجرات -12.
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) الحجرات 6.
إن ما يجري الآن على وسائل التواصل الاجتماعي من الإفك والكذب والغيبة والافتراءات والتلفيق لهو من أكبر الكبائر التي تخلق البلبلة في المجتمع وتمزقه وتدعو إلى الأحقاد والفتن وسوء الظن لما يأتي فيها من التطاول على صفوة المجتمع بوصفهم بما لا يليق، وحسب هذا الأفاك ما جاء في القرآن الكريم من وصفه بقوله تعالى:
{كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ) القلم 10 - 13.
ومما يؤكد هذه المعاني أنها من أشنع موبقات الآثام، يشترك في ذلك فاعلها والراضي بسماعها، وما يجري من إشاعات إنما هو من أنواع الغيبة والافتراء والإفك والقول بغير علم إنها اختلاق للعيوب بظاهر الغيب ذكر أخاك بما يكره إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته هكذا بينها نبينا محمد عليه الصلاة والسلام (أيها المسلمون إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا) وقال عليه السلام وهو يخاطب الكعبة ويمجدها ويتحدث عن رفعتها ومكانتها عند الله (إن حرمة المسلم عند الله أعظم منك).
ولهذا فقد جاء التشنيع العظيم واللوم الشديد على كل من يلقي كلاماً على عواهنه ويفرح بإشاعة السوء في المؤمنين قال تعالى: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } النور 15-16، وهذه الإشاعات التي يروّجها البعض تشمل كل ما يتأذى به الإنسان ويؤثر على مكانته وسلوكه وخلقة سواءً ما يصدر من هذا المسيء المفتري كان بالكلام أو بالغمز أو بالإشارة أو بالكتابة، وإن القلم لأحد اللسانين وهذا نبينا محمد ينادي هؤلاء المبتلين بهذا الداء المهلك: يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه في جوف بيته عجباً لمن ينتسب لأهل الحق والإيمان كيف يسلك مسلك الظلم والعدوان فيستطيل في أعراض الناس وفي الغيبة والكذب والنميمة والسب والقذف، وقول الزور والتطاول على الناس، وكان قد علم أن المبتلى بهذه الأخلاق الذميمة ذو قلب متقلب وفكر ضال انطوى على بغض الخلق وكراهية الحق، يسعى للإضرار بالغير، راحته وهناؤه أن يرى النعمة عن أخيه زائلة لمحنة فيه واقعة يسره أن يرى الخير عن أخيه ممنوعاً والمصائب به نازلة.
هذا المبتلى بالعدوان على الآخرين وازدرائهم والغل والحقد والحسد في نفسه عليهم، وغمه بأن يصيب الآخرين خيراً أو يحالفهم توفيق أو يتيسر لهم أمر أو يرتفع لهم ذكر يزداد حنقه وحمقه حين يساق إليهم رزق أو يجري على يديهم نفع غل وحقد وضغينة أسماء مترادفة في عداوة متمكنة يمتلئ بها در صاحبها.
فإن من يمارس هذه الأساليب عديم الحياء لا يحجزه عن الاغتياب إيمان ولا تحفظه مكارم المروءة إذا وجد متنفساً أشبع نفسه الأمارة بالسوء ينطلق على وجهه هائماً يهذي ويهرف بما لا يعرف في وسائل التواصل الاجتماعي التي عم شرها وشمل ضررها بتشويه المجتمع والنيل من الذين يعملون لصالح الأمة، وقد بلغ هذا الشرير في الوقاحة والإساءة والبذاءة ما يتطاول به على الحاكم والعالم والوجيه وذي المنزلة، ويصدق عليه قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (إنما أدرك الناس من كلام النبوة الأول إذا لم تستح فاصنع ما شئت) وقوله عليه السلام (الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها شهادة ألا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الإيمان)
وهذا الذي أطلق العنان للسانه وتسلط على عباد الله يصدق عليه قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} البقرة: 204-206.
فويل له ثم ويل له يطلق الكلمة فيزل بها في نار جهنم أبعد ما بين المشرق والمغرب ويصدق عليه قول الله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ) الجاثية 33 - وقال تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا} سورة الفرقان 43-44.
وأشد ما يقع فيه هؤلاء المروّجون للآثام غيبة ولاة الأمور وأهل العلم والفضل ورجال الحسبة والصلاح والذين يأمرون بالقسط من الناس يحطون من أقدارهم ويجترئون على مقامهم لا يذكر عظيم إلا انتقصوه، ولا يظهر كريم إلا شتموه، ولا يبرز صالح إلا اتهموه، ولا يتميز مسؤول إلا مقتوه، يمشون بالكذب والبهتان، ويروّجون الوشاية والافتراء والمغالطة والإساءة، يتهمون الثقات ويقعون في الصالحين، يشيعون الفتن والفواحش، ويزرعون الإحن ويقطعون الصلات، ويفرقون الجماعات ويوزعون الاتهامات ويتتبعون المعائب كتاباتهم شر، وصحبتهم ضر، وفعلهم عدوان وحديثهم بذاءة، هل من شأن المؤمن أن يحمل كل هذا الضغن لأخيه والعاقل من يحب حبيبه هونا ما عسى أن يكون بغيضه يوما ما، ويبغض بغيضه هونا ما عسى أن يكون حبيبه يوما ما، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} المائدة : 8، ويشتد القبح والجرم ويتعاظم الذنب حين تصدر ممن ينتسبون للعلم والصلاح، ويتزينون بسيما أهل الزهد والورع فيجمعون بين تزكية أنفسهم زوراً وينحون باللائمة على غيرهم.
ولم يعلم هؤلاء المفترون والأفاكون أن الإسلام يتمثل في سمو الأخلاق والآداب واحترام الناس والكف عن أعراضهم قال صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) وقال تعالى: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً} (83) سورة البقرة
ولقد أقيم حلف في بيت عبد الله بن جدعان تمثل فيه رفع الظلم عن المظلوم ودفع الأذى عن المسكين والضرب على يدي الظالم، وتضمن هذا الحلف الكثير والكثير من الفضائل حتى سمي بحلف الفضائل وقال عليه السلام (لو دعيت إلى حلف الفضائل لأجبت) وذلك أن دين الإسلام يتمثَّل بقوة الصلة بالله وحسن التعامل مع الناس وكمال الخلق وكف الأذى.
قال تعالى: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} العصر (1) - (2) - (3).
فطوبى لمن أمسك الفضل من القول وجاد بالفضل من ماله ثم طوبى لمن أمسك لسانه وحجره عن الناس ما يعلمه من نفسه وطوبى لمن استمسك بتوجيهات كتاب ربه فتوجه إلى مولاه بقلب خاشع ولسان صادق وحب لإخوانه خالص قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} سورة الحشر:10 وقال عليه السلام (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، وقال عليه السلام (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبع لما جاءت به) ونبينا عليه السلام أرسله الله رحمة للعالمين {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} الأنبياء: 107، وقال عليه السلام (إنما أنا رحمة مهداة ونعمة مسداة)، وقد وصف الله جلا وعلا المؤمنين بقوله: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} سورة الشورى: 38.
أي أنهم عملوا على تقوى إيمانهم بالله جلا وعلا واجتهدوا في العبادة بإقامة الصلاة بشروطها وأركانها وواجباتها وسننها والتزموا بالإنفاق مما رزقهم الله، وعملوا جهدهم إلى التمسك بأهداب الإسلام وأحسنوا الاقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} الأحزاب:21، ولكن يا ترى أين هو المؤمن القوي ذو الشكيمة والعزيمة الصادقة الذي يأبى أن يقرأ مثل هذا التجني على الآخرين ويأبى أن تسمع أذناه عيب أخيه المسلم وكان الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يمنع من في مجلسه من غيبة الآخرين ويقول ابن المبارك فر من المغتاب فرارك من المجذوم، واعلم أن لكل الناس عورات ومعائب وزلات ومثالب فلا تظن أنك علمت ما لم يعلم غيرك أو أنك أدركت ما عجز عنه غيرك هلا شغلت بعيبك عن عيوب الناس وهلا سلكت مسلك النصيحة وعدلت عن الفضيحة وهل علمت أن من تكلم فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه احفظ حق أخيك وصن عرضه، ففي الحديث (من ذب عن عرض أخيه كان على الله أن يعتقه من النار) وفي خبر آخر (من ذكر أمراً بشيء ليعيبه حبسه الله في نار جهنم حتى يأتي بنفاذ ما قال) وفي الحديث (ما من أحد ينصر مسلماً في موطن تنتقص فيه من حرمته أو ينتهك فيه من عرضه إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته)، وقال: (من مشى مع مظلوم حتى يثبت له حقه ثبَّت الله أقدامه على الصراط يوم تزل الأقدام ومن كان عنده لأخيه مظلمة من عرض أو مال فليتحلل منها قبل أن يأتي يوم ليس هناك درهم ولا دينار وإنما يؤخذ من حسنات الظالم فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات المظلوم وزيد على سيئات الظالم وطرح في النار).
- أستاذ الدراسات العليا بجامعات المملكة ومعاهدها العليا وعضو المجلس العلمي بجامعة الإمام وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، والخبير بمجامع الفقه الإسلامي الدولي ورابطة العالم الإسلامي