يوسف المحيميد
منذ اختطاف السلطة من الشعب الإيراني، والنظام هناك يتاجر بالقضية الفلسطينية، حينما أعلن الخميني في 7 أغسطس 1979 بإعلان الجمعة الأخيرة من رمضان، يوماً للقدس، دعا فيها المسلمين لمناصرة الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة، وبعد عام واحد، في التوقيت ذاته، وبخداع ممجوج، دعا بأن يوفقنا الله للذهاب للقدس والصلاة فيها، لكنه بعد نحو شهر، في سبتمبر 1980، أخطأ الطريق إلى القدس، ودخل في حرب طاحنة مع العراق، معلناً بأن الطريق إلى القدس يمر ببغداد، وكأن المتاجرة الإيرانية هذه الأيام تستبدل بغداد بدمشق، فالطريق إلى القدس يمر بدمشق، وربما بيروت، وصنعاء... إلى آخر قائمة العواصم العربية!
لم يعد العربي ساذجاً، فلن تخدعه الشعارات البراقة، فهو يعرف من يخدم القضية الفلسطينية، ومن يتاجر بها، يعرف من يعمل على تدمير دول الطوق حول إسرائيل لإضعافها، ولكي تبقى إسرائيل قوية، يعرف من يروج لما يسمى تصدير الثورة، ودعم حركات المقاومة، بينما هو يعمل على تصدير الإرهاب، وزعزعة أمن الدول العربية، ليبقي من يحاصر غزة قويًا، يعرف من يرفع الشعار تلو الشعار، من الموت لأمريكا الموت لإسرائيل، بينما هو يغازل الأمريكان ويوقع الاتفاقيات معهم، ويستورد سلاحه من إسرائيل، منذ الاستيلاء على السلطة في إيران!
فمن يفسر لنا هذا التوافق بين إيران وإسرائيل ببناء قواعد عسكرية في إرتيريا؟ ومن يفسر عدم تدخل حزب الله مع المقاومة في غزة ضد إسرائيل، كما فعل علناً، وبمشاركة الحرس الثوري الإيراني، لدعم النظام السوري ضد الشعب السوري؟ ومن ينسى دور طهران في سوريا ضد الفلسطينيين وتصفية المقاومة هناك، وفي لبنان وغيرها؟
كم هو مخزٍ أن تمتلك كل هذا الكذب، وتعتقد أن العرب والمسلمين يصدقون كذبك حتى الآن!