د. ناهد باشطح
القيم أولاَ
فاصلة:
((من المستحيل أن يصل شعب من الشعوب إلى مستقبل سليم دون احترام القيم وإحيائها))
- حكمة فرنسية -
كثير من مشكلاتنا تتعلق بالقيم وللأسف في حلولها لا نحاول تعديل هذه القيم مع أنها المحرك للسلوك.
على سبيل المثال أداء الموظفين في مكان عملهم.
هناك موظف يعمل بإخلاص وهناك آخر يعمل ليستلم حقوقه المادية والفرق كبير بين الاثنين.
هذا الفرق كلنا يلمسه في التعامل مع الموظفين في المؤسسات والوزارات والشركات وبسبب تجاربنا السلبية السابقة مع الموظفين المهملين أصبحنا إذا صادفنا موظفًا مخلصًا فإننا نشكره بحرارة وندعو له وبودنا مكافأته بشكل أكبر أيضًا مع أن ما يقوم به هو واجبه الذي يستحق عليه الشكر من دون إحساسنا بأنه فعل المستحيل.
سألت مجموعة من الموظفات في حلقة تدريبية هذا السؤال:
ما نيتك التي تودين تحقيقها في المكان الذي تعملين به؟
الغالبية لم تكن تعرف نيتها ولم تستطع تحديدها
وهذا يعني أنهن يعملن بنية مشوّشة وبالتالي لا تعرف الموظفة أي الأهداف ترغب في تحقيقها من خلال هذا العمل.
الموظف الذي يحاول أن يبرز جهوده أمام رئيسه على حساب زملائه أو الذي يحاول أن يتآمر على زملائه أو الذي يستخدم الكذب والأساليب الملتوية لديه نية مشوشة وسلبية وقيم العمل لديه غائبة حيث لا يؤمن بأن العمل منظومة حقوق وواجبات.
وهذا لا يحدث بين يوم وليلة بل هو نتاج حصيلة تنشئة الفرد ودور الأسرة والوسائط المختلفة في بناء منظومة القيم لديه.
لذلك الموظف المتساهل في عمله هو نفسه الأب المهمل لبيته أو الشاب المهمل لواجباته تجاه أسرته.
إن بناء القيم في المجتمعات تضمن سلامة الفرد وكذلك سلامة المجتمع والاكتفاء للإنسان لا يتحقق بتوفر الحياة المادية فقط.
القيم التي لا يهتم الفرد بتحديدها والمحافظة عليها هي المسؤولة عن سلامه الداخلي وهي المسؤولة أيضًا عن تأسيس العلاقات الاجتماعية وتعزيز قوى المجتمع للتطور.
جرب أن تسأل نفسك أو شريكك أو صديقك عن منظومة قيمه ستكون المفاجأة دافعًا لتعرف أكثر عن أهمية القيم في حياتنا.