جاسر عبدالعزيز الجاسر
المذابح التي تشارك فيها مليشيات حسن نصر الله اللبنانية في حلب والتي دمرت منازل المدينة وقتلت أهلها دفعت الكثيرين من اللبنانيين أنفسهم ومن حتى الشيعة اللبنانيين إلى التنديد بما تقوم به مليشيات حسن نصر الله عملاء ولي الإرهاب الإيراني علي خامنئي، وقد دفع الرفض اللبناني الشعبي إلى قيام شيعة لبنانيين بالتظاهر ضد مشاركة من ينتسبون إليهم في قتل السوريين وتدمير مدنهم ومنها مدينة حلب، ويذكر الكاتب العراقي صافي الياسري أن لمدينة حلب السورية دين كبير في عنق كل لبناني يتذكره كل الشرفاء من اللبنانيين إلا أن عملاء إيران من أمثال حسن نصر الله يردون هذا الدين بارتكاب أثام الإرهاب وكبائر الإجرام من قتل وتشريد لأهل حلب، يذكر صافي الياسري عن أحد المتظاهرين من الشيعة اللبنانيين أن اللبنانيين شرفاء يتذكرون باعتزاز وتقدير لحلب تاريخياً مواقفها المشرفة من لبنان وحماية اقتصادها بعد أن أراد العثمانيون تدمير الاقتصاد اللبناني فأرسلوا إلى بيروت منتجات زراعية على متن باخرة تحمل اسم «روزانا» رخيصة لإغراق الأسواق اللبنانية وجعلت المنتجات اللبنانية لا تساوي ما يصرف عليها من المزارعين ولم ينقذ المزارعين والتجار اللبنانيين سوى تصدي ومساعدة الحلبيين لتلك المحاولة العثمانية، وتذكر القصة أنه أيام الحكم العثماني أرسل الأتراك باخرة كان اسمها (روزانا) محملة بالمواد الغذائية الرخيصة لبيعها في أسواق بيروت وللمضاربة على تجارها، وهذا ما حصل فعلاً، فتكدست البضائع اللبنانية في الأسواق وكادت تتلف. وما كان من تجار حلب إلا أن اشتروا البضاعة من تجار بيروت وأنقذوهم من الإفلاس.
اللبنانيون نسوا قصة الباخرة (روزانا) ولم ينسوا الأغنية التي كتبت لتشكر حلب وأهلها وتجارها ولم يبق مطرب لبناني ولا سوري إلا وغناها وتقول كلماتها التي أصبحت من التراث الفني:
(ع الروزانا ع الروزانا كل الحلا فيها
وشو عملت الروزانا.. الله يجازيها
يا رايحين ع حلب.. حبي معاكم راح
يا محملين العنب.. تحت العنب تفاح)
هذه الأغنية التراثية التي تمجد وقفة الحلبيين مع اللبنانيين يردها حسن نصر الله قتلاً وتدميراً للحلبيين ومدينتهم مما دعا الشيخ صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لـ«حزب الله» إلى أن ينعته بـ«عبدالله بن أبي سلول» رأس المنافقين في المدينة المنورة في عهد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ، فمنافق الضاحية الجنوبية يقول في خطبه إن حلب طريقهم إلى القدس..!!