الشيخ الدكتور عمر عبد الكافي يقول في كتابه أمراض القلوب: إن رأيت نفسك تحب الدنيا حباً جماً وتنسى الآخرة فهذه أول دلالة وعلامة من علامات مرض القلب.
إن رأيت نفسك تحب المال وتنسى الحساب فهذه دلالة وعلامة من علامات مرض القلب.
فمن يريد أن يسلك طريق الله ويريد أن يسعد في الدنيا والآخرة لابد أن يبدأ بإصلاح نفسه أولاً؛ فالصحابة عظموا الآخرة وصغروا الدنيا فسارت الدنيا خلفهم رغم أنفها، وجاء النداء من رب العزة في الحديث القدسي: (يا دنيا من خدمك فاستخدميه، ومن استخدمك فاخدميه). من علامات موت القلب: ترك الندم على ما فرطت في سابق عمرك من الموافقات وعدم الندم على ما بدر من الزلات.
أكبر علامة من علامات موت القلب الا تندم على ما فاتك من الخير..
فأرجع إلى نفسك واسأل: ما الذي يميت قلبي؟
وما الثغرة التي يدخل الشيطان منها؟
كل انسان عنده ثغرة.. فهذا عنده ثغرة في المال يميل قلبه إليه.. وهناك إنسان عنده ثغرة في الشهوات، وذاك عنده المناصب، وذاك عنده الخوف من الغد.
يا أخي لا تقلق أبداً من كل هذه المخاوف ما دمت في رعاية الله وكنفه.
لقد سئل أحد التابعين: ما الأسباب التي جعلتك في حالة من الرضا وانشراح الصدر والصبر على المكاره وصدق التوكل على الله؟
فأجاب: أمور ستة:
أحييت ما كان ميتاً وهو القلب.
وأمت ما كان حياً.. وهي النفس الامارة بالسوء.
وشاهدت ما كان غائباً وهي الآخرة.
وغيبت ما كان شاهداً وهي الدنيا..
وأنست مما تستوحشون..
واستوحشت مما تأنسون.
ويدعو الشيخ الدكتور عمر عبد الكافي إلى ضرورة مراجعة النفس.. واحياء القلوب الميتة..
ويقول: الكارثة الكبرى التي ألحظها أن لا أحد يسأل عن طهارة القلوب.. ولذلك تجد الناس يصلون لكنهم يكذبون ويرتشون ويخوضون في أعراض بعضهم البعض ويظلم بعضهم البعض ويحيف بعضهم على حقوق بعض.