د.عبدالعزيز العمر
قد لا يعلم البعض أن أكثر من 75% من ميزانية التعليم في بلادنا تخصص لرواتب المعلمين، وهذا لا يعني اطلاقا ان رواتب المعلمين يجب أن تخضع للمراجعة والتعديل. من الناحية النظرية يستحق المعلمون في اي مكان في العالم رواتب مجزية نظير الجهد الجسماني والنفسي الكبيرالذي يبذلونه، وهذا ما تفعله الأمم المتقدمة التي استشعرت الدور العظيم للمعلمين في تحقيق نهضتها وازدهارها ومنحتهم افضل الرواتب، بل ان الرئيس الامريكي وصفهم ذات يوم بأنهم بناة أمة (Nation Builders).
رواتب المعلمين ليست هي المشكلة هنا، بل المشكلة في ظني تكمن في ان المعلمين لا يقدمون لطلابنا تدريساً بالنوعية والجودة التي تبرر ما يخصص لهم من ميزانية التعليم. رأيي هذا ليس مجرد انطباع شخصي أو رجم بالغيب، بل هو حقيقة علمية تؤكدها كل البحوث وكل الرسائل العلمية والمؤتمرات والندوات التعليمية المحلية.
لكن ما علاقة المعلمين بمضيفي الطيران كما ورد في عنوان هذه المقالة؟.
الحقيقة أن هذه العلاقة تصف الحال المتهالكة لمستوى التدريس الذي يتم تقديمه لطلابنا في مدارسهم. مضيفة الطيران كما هو معلوم تقف امام ركاب الطائرة وتتحدث اليهم وقد تسمرت على الارض عن تعليمات السلامة بنبرة صوتية واحدة وبتعابير وجه جامدة، لا يعنيها إطلاقاً من استوعب التعليمات ومن لم يستوعبها، ولا من أعطاها انتباهه ولا من تجاهلها، تتحدث وأكثر الركاب مشغولون بأحاديث جانبية أو يغطون في نوم عميق.
هل ترون أي علاقة بين سلوك مضيفة الطيران في الطائرة والسلوك التدريسي لكثير من المعلمين في الفصل؟. أرجو ألا أكون متجنياً على الحقيقة.