رقية سليمان الهويريني
تاجرَ صدام حسين وخدع الشعوب العربية، حين أطلق مقولته الشهيرة: إن تحرير فلسطين يمر عبر الكويت، لكسب تأييد الشعوب العربية وحكامها وتبرير احتلاله للكويت، ولم تكن عبارته سوى تمرير لمطامعه بثروته النفطية!
وها هي إيران تمارس نفس الدور تحت غطاء إسلامي، ولكن بنوايا خبيثة وبهدفٍ توسعي قذر وتدخّل سافر في الشؤون العربية وتنفيذ أجندة لا تخلو من الاستغفال حين تعزف على أوتار العاطفة وتأجيج الطائفية النتنة! برغم زعمها السعي لتعبئة جميع شعوب العالم للتصدي لممارسات الكيان الصهيوني التعسفية! ولم ينسَ الشعب الفلسطيني تصريح ممثل الولي الفقيه بالقوة البحرية لحرس الثورة الإيرانية على شيرازي عام 2010 حينما تعرّض أسطول الحرية للهجوم الصهيوني بقوله: إن مسؤولية الجمهورية الإيرانية في أعقاب الاعتداء الجبان هو الدفاع عن أهالي غزة المظلومين العزل! ومنذ ذلك الحين لم تقدم الجمهورية الإيرانية أية مساعدات حقيقية للشعب المغبون، ولم تقف في وجه العدوان الصهيوني السافر! ولم تكن تلك التصريحات سوى متاجرة بهذه القضية العربية التي تحوّلت لجرح دامٍ يقلق كل عربي أبي!
واستمرارًا للاستفزاز الإيراني للتدخل في الشأن العربي ظهور الأمين العام لميليشيا (حزب الله) حسن نصر الله في خطابه حول مقتل سمير القنطار وخلفه خريطة فلسطين ملفوفة بألوان العلم الإيراني! غير آبه بمعاناة الشعب الفلسطيني، ولا بمشاعر الشعوب العربية والإسلامية التي تعاني من استبداد إيران وتدخلاتها وأطماعها التوسعية.
والواقع المر أن ذلك لا يعدو عن كونه محاولات من قِبل حكام إيران لكسب شعبية من أجل تبرير التوسع في الأطماع، وشعارات رنانة دون مبادرات حقيقية، من أجل تسيد النظام السياسي وفرض سيطرته وانتشاره بدعم وتأييد من بعض الأنظمة العربية والإقليمية، ومن أجل الحصول على مسوغ للعبث في حدود الدول وسيادتها.
وما يؤسف له حقًا هو الخلافات بين فصائل المقاومة الفلسطينية، والصراع الدائم من أجل كسب ود الشعب المكلوم وإعلاء المصالح الفردية والمجد الزائف متجاهلين الصراع الرئيس مع العدو المشترك.
وستظل قضية فلسطين هي قضية العرب الأولى وجرحها الغائر التي ما فتئ بعض حكامها الشرفاء يبدؤون بها خطاباتهم في المحافل الدولية، والمطالبة بعودة الأرض لأصحابها.