فهد بن جليد
الدور الذي لعبته القناة التركية في العثور على المُسن السعودي المفقود في إسطنبول جدير بالاهتمام عبر إعلانها المجاني للبحث عن المفقودين، فهذه الخدمة المجانية التي تقدمها القناة التركية، تجعلنا نتساءل عن دور وسائل الإعلام السعودية في البحث عن حالات مُشابهة لمفقودين في الداخل؟!.
القاعدة الإعلامية الشهيرة تقول: (تحدث عن الناس يتابعك الناس)، وهو ما لم تنجح فيه أي وسيلة إعلامية سعودية حتى الآن بتخصيصها زاوية أو فقرة تلفزيونية إنسانية من بين برامجها أو نشراتها الإخبارية، لإعلانات المفقودين مجاناً ودون مُقابل، بحيث تكون مرجعاً ومنصة فيما يشبه قاعدة البيانات للمفقودين؟!.
الأسبوع الماضي التقيت (أخ) أحد المفقودين في الرياض، والذي فُقد مُنذ 13 شهراً، عندما خرج من منزل العائلة وهو يعاني من إعاقة ذهنية، وصعوبات في النطق، مأساة العائلة تتمثَّل في مشوار طويل للبحث عن ابنهم بجهود ذاتية وعائلية، وبتعاطف بعض المُحيطين بالأسرة لنشر منشورات وصور المفقود، وتفاعل بعض الصحفيين بالصحف الإلكترونية بنشر الخبر، مع عدم تجاوب مشاهير السويشال ميديا (السناب شات، تويتر، أنستقرام) وإحجامهم عن المُساعدة، أو الإعلان عن المفقود ونشر صورته أملاً في العثور عليه. الأسرة لم تجد منصة إعلامية اجتماعية تساعدهم في العثور على ابنهم، مع عدم الاكتفاء بإبلاغ الجهات الأمنية عن حادثة الاختفاء، فالوصول للصحف والقنوات الفضائية لم يكن أمراً سهلاً من أجل نشر القصة، وكان بمثابة مأساة أخرى زادت من لوعة ومرارة الفقد، ومُعاناة العائلة بعد وفاة الأب، ومرض الأم... إلخ؟!.
أمامنا واجب وطني وإنساني وأخلاقي ومهني، يُحتم على وسائل الإعلام المحلية القيام بدورها المُنتظر في مثل هذه القضية بفسح المجال أمام هذه الحالات الإنسانية للخروج على الشاشات وصفحات الصحف أملاً في المساعدة، وللتخفيف عن ذوي المُختفي، حتى لا يشعروا بأنهم لوحدهم في هذه المُصيبة؟ ولعل الدور الذي قامت به القناة التركية في عملية العثور على المفقود السعودي، خير دليل على أهمية الخطوة وعِظمها؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.