أحياناً تقف عاجزًا عن وصف بعض المواقف التي تمر عليك أو الأمور التي تتعرض لها في حياتك ليقتنص غيرك الرمز الذي يقودك للتصور الصحيح الذي يناسب شعورك لتقف بعدها وتصفق بكل حرارة لمن استطاع أن يخلق هذه الصورة. هذا ما حصل عندما كنت أشاهد واستمع وأبحر في محاضرة الدكتور عبد الله العذامي التي أقيمت في نادي الرياض الأدبي ضمن فعاليات الاحتفال باليوم الوطني وعرضت على القناة الثقافية السعودية يوم السبت الماضي.
نصف ساعة من الحديث الذي اختصر عمراً من المعرفة والخبرة بخمس رمزيات لن أفسد على من لم يشاهد المحاضرة متعة الغوص بها على اليوتيوب ولكن أكثر ما أثار مخيلتي وحفزني على الكتابة هو (كرسي النار) الصورة التي اختارها رمزًا للمنصب وكيف أنه مثل النار التي تحرق الطموح وصاحبه الذي لم تقف أمنياته ورغباته عند حدود مكتب وعلى كرسي فخم وسيرة ذاتية يبدأ بها بوصف يزين صورته ليكتمل الإطار الذي يبحث عنه مدعين الكمال والعلم وتزوير حتى الشهادات لتضاف على أرصدة كذبهم شهادة دراسات عليا. أقسم عبد الله الغذامي أنه لم يحب لقب (دكتور) ويفضل كنيته (أبو غادة) واسمه عبد الله على أي لقب ومسمى لنجد هنا أن العلم الذي يرتقي بصاحبه لمراتب الوعي والثقة بالنفس هي الحقيقة والشهادة التي تصل بنا للقلوب وتطوي طرقات كل صعوبة نواجهها. المنصب الذي يسعى إليه الكثير وقد ويسلكون طرقاً ملتوية ويستغنون عن مبادئهم في سبيل الوصول إليه استغنى عنه أبو غادة والشيخ السعدي من قبله والكثير من الذين نعلمهم ولا نعلمهم لندرك أن رضى الذات وحب الناس الخالي من المصلحة والطريق الذي تحب السير عليه بلا قيود هي الحياة الحقيقة الباقية حتى بعد رحيلك.
- بدرية الشمري «مسافرة»