إبراهيم الدهيش
خسر منتخبنا للناشئين المنافسة على اللقب الآسيوي وخرج من المولد كما دخل!
وانشغل أو تشاغل الإعلام عن تلك الخيبة بأطروحات ظاهرها الحياد وباطنها التعصب!!
لم تكن الخسارة الأولى ولن تكون الأخيرة ومما يبعث على الألم أن خسارتنا لم تكن بسبب افتقادنا للمواهب أو بسبب قوة المنافسين فالمواهب بطول وعرض خارطة الوطن وليست اقتصاراً على أندية الإعلام والجماهير والملايين فقط تحتاج من يكتشفها ويصقلها ويقدمها أما المنافسون فيكفيك أن أحدهم منتخب الهند الذي قال عنه المعلق الرياضي أكرم صالح - رحمه الله- ذات لقاء جمعنا بهم «بأن كرة القدم في الهند أندر من العملة الصعبة في جيوب الفقراء»!!
وليس هناك من تفسير لهذه الخسارة سوى أنها جاءت لتؤكد من جديد أن هناك خللاً في إعداد وتحضير وتأسيس الناشئ وأن ثقافته توقفت عند حد المشاركة لا المنافسة.
ومن هنا فواقع منتخباتنا السنية الذي بات في النازل لم يعد يحتمل كثيراً من التبريرات والطبطبات والمسكنات، وإذا ما أردنا إعادة بعث أنفسنا وهيبتنا واكتشاف سر تراجعنا نحتاج إلى رؤى واضحة وبرامج محددة المعالم والأولويات يقوم عليها فكر إداري احترافي يؤمن بالعلمية عملاً وتعاملاً فالإمكانيات وحدها لا تكفي والأماني لا تغني والمصالح الشخصية أولى درجات السقوط!!
وما يحدث في الضفة الأخرى لرياضتنا التي غدت إشكالياتها أكثر من الهم على القلب لا يقل أهمية خذ مثلاً:
- نستقطب المحترف غير السعودي ليصنع الفارق ونضعه في الاحتياط!
- ونستقدمه بعافيته فيلازم العيادة أكثر من ملازمته للفريق!
- ونتعاقد مع المدرب لندفع له الشرط الجزائي على داير مليم!
- ولو بحثت عمَّن تعاقد مع المدرب المقلب ومن وقَّع مع اللاعب المعطوب وبالتالي ورَّط النادي في هكذا إشكاليات ومديونيات لوجدته الآمر الناهي رئيس النادي ما غيره!!
- ولا أعرف ولا أذكر أن رئيس ناد تقدّم باستقالته اعترافاً منه بأخطاء ارتكبها أو قرارات متسرِّعة اتخذها كانت سبباً في وأد طموحات الفريق أو عرضته للخسارة.
- صحيح أن مبررات « تفنيش» البعض مدرباً كان أو لاعباً تكون مقبولة أحياناً..
- لكن من غير الطبيعي أن تلغى العقود بعد جولتين أو ثلاث دون أن نسأل أنفسنا: هل توافرت للمدرب أو اللاعب مقومات وأدوات النجاح ليقدم نفسه؟!
- والمثير في العملية أن الأخطاء والمشاهد بفوضويتها وعشوائيتها هي نفسها تتكرر في كل موسم بذات السيناريو ونفس الإخراج !
- ويشارك الإعلام العاطفي بتكرارها وتراكمها بتطنيشها وتجاهلها!
- هكذا هي أحوال غالبية أنديتنا - وأحسنوا النية - فلست أقصد نادياً بعينه !! وسلامتكم