عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة يوماً بعد الآخر يتأكد لكل متابع للكيان النصراوي ومهتم به أن الضياع والانفلات هما من يقودان النصر المتهالك، ولقد كانت حادثة الثلاثاء الماضي أكبر دليل وبرهان على حالة الانفلات غير المسبوقة، وإلا كيف يتم إيقاف التمرين الرسمي ومن ثم إلغاؤه بعد الاعتداء والألفاظ النابية الصادرة ممن اعتاد وتعود على ممارستها، وإذا كان كل لاعب سيتجاوز هذا اللاعب المعتوه وبطريقة فنية راقية أو ممتعة يجعل منه مسخرة للجماهير الحاضرة فابشروا بحدوث أكثر مما حدث في تمرين الثلاثاء الماضي، وما حدث في ذلك اليوم من عمل مؤسف من قبل أسوأ لاعب في الفريق مع أحد أميز اللاعبين خلقاً وأداء فهذا صك براءة لجميع اللاعبين الذين سبق أن تمشكل معهم هذا اللاعب المعتوه ومن تابع وشاهد ما حدث لا يلوم أبداً اللاعب الروماني (رادوي) وما ذكره بعد اللقاء حول اللاعب.
ولو سردنا وأحصينا أعداد اللاعبين الذين تمشكل معهم وبطريقة مقززة داخل الملعب وخارجه وداخل الغرف المغلقة من لاعبين وإداريين ومدربين حتى إنه وصل إلى مواقف السيارات ليمارس عنجهيته وبلطجته سنحتاج إلى صفحات.. ولكن السؤال المطروح إلى متى وهذا يعبث ويعتدي حتى على زملائه من اللاعبين والإداريين؟ وإذا كان رئيس النادي قد برر رحيل مدير الكرة الخلوق بدر الحقباني لارتكابه أخطاء إدارية وهذا أمر لم يكن صحيحاً البتة ولكن غادر بعدما طفح به الكيل وكان المعتوه قد هدّده وأبلغه أن أيامه معدودة، وهذا هو الواقع والحقيقة حتى ولو ذكر الرئيس غير ذلك، ولكن ماذا سيقول الآن بعدما وصل الأمر إلى إلغاء التمرين الرسمي بسبب انفلاتات وبلطجة المعتوه الذي أصبح لا يحترم زميلاً أو منافساً أو حتى الجماهير التي تأتي للمدرج لتستمتع تنصدم بتصرفات تلغي تمريناً كاملاً.
حقيقة ما يقوم به هذا البلطجي غير مسبوق في جميع الملاعب والأندية ولم يسبقه عليه أي لاعب حتى من أساطير الملاعب، وهل استمرار الرئيس بدعم تصرفاته والدفاع عنه له ما يبرره؟ أم أن له فضلا على الإدارة ومن يقودها يجعلهم يخشون مغادرته وإبعاده؟ الله أعلم.
الأهلي ومسرحية المدرب
يعتبر الأهلي من الأندية الأقل استقراراً على المدربين واللاعبين الأجانب على حدٍ سواء ولكن ما حدث نهاية الموسم الماضي وبداية الموسم الحاضر يجعل الإنسان والمتابع في حيرة من أمره فعندما حقق الفريق الأهلاوي بطولة دوري جميل وألحقه بكأس خادم الحرمين الشريفين بعد غياب تجاوز الثلاثة عقود اعتقد الجميع أنهم سيضعون مجسما لمدربهم جروس، وأن التجديد معه أمر تلقائي مهما كانت شروطه، ولكن فجأة وبدون مقدمات غادر وكأنه لم يحقق أي شيء وبسرعة البرق أعلن عن البديل المدرب قوميز مدرب فريق التعاون وكأن الأمور مرتبة مسبقاً، وبدأ الموسم بلقاء السوبر وكسب الفريق منافسه الهلال بدون أي مستوى وللحق كان الهلال الأفضل والأميز ولكن خذله دفاعه وأوصل اللقاء لضربات الترجيح وبالحظ كسبها الأهلي ولكن بعد ذلك عاد الأهلي البطل لكل شيء على غير العادة فلا مستوى ولا أداء مقنعا وفوز ضعيف وخسارة كبيرة من الشباب وتعادل غير مقنع من المنافس الاتحاد الذي كان أفضل وأحق بنقاط اللقاء وانتهى بالتعادل، بعد ذلك فكر صاحب القرار في الأهلي عن الخروج من مأزق المدرب فتم إلغاء عقده وإنهاء ارتباطه بالفريق، وهذا أمر طبعي ولكن كيف عاد المدرب جروس من جديد؟ ولماذا الشخصية التي استطاعت إعادته لم تستطع إقناعه بالاستمرار بعد البطولات؟ أم أنهم كانوا يرون أن قوميز أفضل والتغيير مطلوب حتى تورّطوا وصدموا في الواقع وندموا على مدرب الإنجازات وتم إعادته، وهذا هو السيناريو الأقرب والله أعلم ولكن مما سبق قرأته من الأحداث نجد أن النية مطية وقالوا سابقا الطمع شين.
نقاط للتأمل
- لظروف الطبع لم أتمكن من معرفة نتيجة لقاء منتخبنا مع المنتخب الاسترالي ولكن أتمنى أن الأمور قد انتهت إيجابية بأي حال حتى التعادل نعمة من أمام أفضل منتخبات القارة وإذا ما حدث غير ذلك فنتقبله بصدر رحب لأن المؤمن من عرف قدر نفسه فنحن لسنا بأحسن حال عن كثير من المنتخبات ولكن الأمل في الله بتوفيق المنتخب وعناصره ومن يقف خلفه.
- مؤسف أن تداس كرامة أحد أكبر الأندية السعودية وأعرقها بمباركة من إدارة لم يعد لديها أي شيء تقدمه وذكرت ذلك من الموسم الماضي حتى قبل أن يقبع الفريق في المركز الثامن ولكن أن تصل الأمور أن يقوم أسوأ لاعب بممارسة عنترياته وبلطجته على زملائه بعدما أصبح الرجل الأقوى والمسيطر فهذا أمر مرفوض ويجب على الجماهير أن تقول كلمتها.
- سلم لي على الرمز الأهلاوي فقد قرأ مابين عيون لاعب الفريق الفلتة وكيف حاول أن يجعل لديه حزبا من خلال استمالة بعض اللاعبين الشباب وإغرائهم وتقديم الهدايا لهم حتى أمر بإبعاده عن النادي وعدم دخوله إطلاقا مما حد به أن يذهب لاحتراف وهمي في أحد الأندية السويسرية المغمورة قبل أن يحط رحاله في النادي العاصمي الذي أصبح فيه اليوم الكل في الكل ويحدد من يبقى ومن يرحل بمباركة من إدارة النادي والتي اتضح أنها لا حول ولا قوة لديها ولا تستطيع إيقاف ممارسات اللاعب القضية حتى مع توجيه الانتقادات لهم من الجميع.
- أتمنى أن تقتدي جماهير النصر بجماهير جارهم ومنافسهم نادي الهلال التي تستطيع أن تفرض ما يصب في صالح الكيان والفريق واللاعبين فقد سبق أن أجبرت رئيساً على الرحيل، وكذلك استطاعت أن تبعد لاعبين بل أكثر من ذلك فقد جعلت من بعض اللاعبين الذين أوشكوا على الرحيل البقاء والاستمرار لأنها ترى في استمراره مردودا فنيا مميزا على الفريق أما جماهير النصر فلا زالت مستاءة من أشياء عديدة وأولها ممارسات قائد فريقها وبلطجته وانفلاته ولم تستطع أن تحرك ساكناً.
- أتمنى من إدارة نادي النصر إن كانت قادرة «ولكن أشك في ذلك» الاقتداء بسمو أمير منطقه تبوك الذي رفض تكريم اللاعب أو صعوده للمنصة لما بدر منه من سوء تصرف ورعونة في دورة ودية حبية وكان سمو أمير المنطقة قد أرسل رسالة فيها من الأخلاق والتربية الشيء الكثير ولكن كما هو واضح أن الجماعة أذن من طين وأذن من عجين والشيء الذي لم يدركه المسؤولون النصراويون أن وضع فريقهم وقائده لم يكسب رضا المحبين والمقربين بعيداً كل البعد عن المنافسين، وهذا مؤشر ليس بطيب بكل الأحوال.
- يعتبر تغيير المدربين لأندية دوري جميل هذا الموسم غير مسبوق نظراً لسرعة التغيير ومن الجولات الأولى لدوري ولأندية كبيرة ومتمرسة ويأتي على رأسها نادي الهلال والأهلي وقبلهم الفتح والتعاون والعدد مرشح والأقرب للاستبعاد مدرب النصر إلا إذا رضي عنه اللاعب المشكلجي وقائد البلطجة ولكن سيستمر تغيير المدربين واستنزاف الأندية مالياً ويعود ذلك لضعف القرارات الإدارية والقائمين عليها.
خاتمة
لولا ظروف الوقت ما قيل لا باس
ولولا الأمل ما يبتسم فالزمن حي
الله خلق هالناس تحتاج للناس
لا تبخل إليا صرت تقدر على شيء
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما التقي بكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.