أشير إلى ما نشر حول خبر إقامة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض حفلها السنوي لرجال الأعمال الذي أقيم مساء يوم الأربعاء الموافق: 26-12-1437هـ والذي نشرته جريدة الجزيرة في عددها ذي الرقم (16072) بحضور عدد من رجال البعثات الدبلوماسية.
وقد نوقش في هذا الحفل أهم ما يشغل قطاع الأعمال تجاه قضايا الاقتصاد الوطني لتهيئة البيئة الخصبة أمام قطاع الأعمال للنهوض بدوره الاقتصادي والتنموي... الخ.
أقول تعليقاً على حضور هذه الكوكبة وفرسان ورواد رجال الأعمال: إن هذا التجمع يعتبر ظاهرة وتجمعا صحيا لمناقشة اقتصاد القطاع الخاص ليساير وينسجم مع قطاع المال الحكومي، حيث يملك هؤلاء العمالقة الاقتصاديون من رجال الأعمال هم وغيرهم في مختلف مناطق المملكة المليارات من الريالات الذين يشغلون رؤوس هذه الأموال في قطاعهم الخاص من شركات ومؤسسات ومصانع واستثمارات في قطاع المصارف والمركبات والعقارات من بيع وشراء، وتدر عليهم المليارات أرباحا سنوية باعتبار أنهم يتعاملون مع اقتصاد إسلامي حر لأنهم في دولة إسلامية تحكم كتاب الله وسنة نبي هذه الأمة المحمدية صلى الله عليه وسلم، وهذه من أساسيات النظام الأساسي في الحكم السعودي (فلا ضريبة ولا جزية ولا اقتطاع نسبة معينة لصالح الدولة سواء ما افترضه الله سبحانه وتعالى من زكاة) تؤخذ من أموالهم وترد على فقراء المسلمين المعوزين والمحتاجين، وهذه الزكاة التي قد لا تكون دقيقة لأن البعض من رجال الأعمال لا يعطي الرقم الدقيق والصحيح لرأس ماله خوفاً من رفع نسبة الزكاة المأخوذة على البعض منهم وهذه الزكاة ليس لهم فيها منه أو فضل، لأن المال مال الله وهو وديعة وأمانة عندهم لإنفاقه بما يرضي الله سبحانه وتعالى على أنفسهم وأسرهم ويتمتعون به وفق الوجه الشرعي ويدفعون منه الصدقات التطوعية للأقارب والأسر المحتاجة.
لكن كما قلنا البعض منهم يملك المليارات ومئات الملايين التي تنمو سنة بعد سنة زادهم الله من فضله لكن البعض منهم مقصر تجاه المسئولية الاجتماعية تجاه أولاً أفراد مجتمعهم الذين هم منهم وهم منهم وثانياً تجاه دولتهم التي سخرت لهم الاستثمارات وفتحت لهم وأمامهم المشاريع للمساهمة في مشاريع التنمية سواء كانت مشاريع تعليمية أو صحية أو اجتماعية أو ثقافية.. ألخ. فعليهم (رد الدين والإحسان إلى هذا المجتمع وأفراده لأن الحياة اتسعت وكثرت معها المدن وبالتالي لحق هذا نمو السكان وكثر الأفراد وتعقدات معها الحياة وكثرة بعض المشاكل الاجتماعية وارتفع معها غلاء المعيشة وقل الضبط والترابط الاجتماعي والأسري منهم بحاجة إلى زيادة بعض الخدمات الأساسية التي قامت بها الدولة، فلم نسمع أن هناك مبنى أنشئ لرعاية المسنين الذين ليس لهم أحد يرعاهم من قبل أحد أفراد أسرهم حيث انقطعت بهم السبل، وليس هناك أحد من رجال الأعمال أو مجموعة ساهموا في أنشاء مثل هذه الرعاية أو كذلك إنشاء مبنى لرعاية أبنائنا المعاقين حيث يكثر ذوو الظروف الخاصة في مختلف مناطق المملكة ينادون على من يرعاهم ويحتويهم كذلك ينسحب هذا على ذوي الأمراض النفسية الهائمين على أنفسهم في الشوارع أو عند أسرهم والذين فيهم خطورة على أنفسهم وعلى أفراد أسرهم ومجتمعهم وكذلك مدمني ومرضى المخدرات والمسكرات كل هؤلاء بحاجة إلى مصحة نفسية ترعاهم إضافة إلى ما تقوم به الدولة من رعاية تجاه هذه الفئات الذين ذكرناهم فأنتم يا رجال الأعمال تملكون من الإمكانات المادية فراداً أو مجتمعين للمساهمة في إنشاء مثل هذه المرافق، لأننا في مجتمع وأنتم منه مجتمع المحبة والتعاون والتكاتف والتعاون على حب الخير والوقوف مع المحتاج ومساعدته إن كان فقيراً أو معوزاً أو مسنا أو معاقا أو مريضا نفسيا أو مدمن مخدرات فأنتم أهله وأولى برعايته، لأننا في مجتمع مسلم يدعو إلى التعاون والبر والتقوى. المسلم أخو المسلم يقف معه في السراء والضراء.
لا نريد التنظير من البعض والكلام النظري نريد أقوالا تثبتها الأفعال، وهذا ما نتمناه من رجال المال والأعمال فهم كثر ونتعشم فيهم الخير الكثير. والله من وراء القصد. (وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين).
- مندل عبدالله القباع