«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
يعيش المواطن كل مواطن هذه الأيام ومع بدء انطلاقة تطبيق الرسوم هموماً جديدة على حياته أحدثت تغييراً لتشمل جوانب مختلفة في هذه الحياة ولتتغير الكثير من عاداته والتزاماته وحتى طموحاته. والمواطنون لا يعلمون مدى استمرار تطبيق هذه الرسوم.
ومتى تعود العلاوة من جديد لمواجهة ظروف ومستجدات حياته وحياة أفراد أسرته الكثر.. وعلى الأخص من أصحاب الدخول المحدودة والذين يعتمدون في حياتهم على راتبهم والذي بات يطير مع إطلالة كل شهر.
بل هناك من ينتهي راتبه بعد أيام محدودة من استلامه بل هناك من يطير راتبه في يوم إيداعه في حسابه وكم رسام كاريكاتير في صحفنا المحلية سخروا من الراتب وكيف يتلاشى أو يطير.. وأثر هذا التغيير في ميزانية الأسر المحدودة الدخل مستمر منذ عقود حيث نسبة كبيرة من المواطنين المتقاعدين رواتبهم ثابتة لا تغيير ولا جديد لكن الجديد كل الجديد متطلبات حياتهم التي تضاعفت عشرات المرات فكُثَر الأبناء وتضاعفت المصاريف وارتفعت الأسعار.. والمواطن البسيط لا يعرف حقيقة انخفاض عوائد النفط.
أو الاستثمارات المختلفة التي تستثمر فيها الدولة. فهو مواطن بسيط ووعيه محدود مثل راتبه كان يتصور أن هناك صندوقا كبيرا يشتمل على (احتياط) لمثل هذه الظروف والأحداث فهو ومنذ ولد يعلم علم اليقين أن بلاده بلاد غنية. وتحتها حقول نفط عملاقة.
وبالتالي كان ومن خلال وعيه وفهمه البسيط كان يتوقع أن نسبة كبيرة من دخل وطنه الحبيب يتجه إلى «رصيد الاحتياط» كما فعلت العديد من الدول الكبرى وحتى المتوسطة في دخلها.. ومهما حاول المواطن تفسير ما يجري من حوله فإنه يشعر أمام بعض الظواهر بالعجز التام. ذلك كونه فوجئ بما حدث ويحدث بين ليلة وضحاها وبدون «احم أو دستور» كما يقال.؟ ولم يكن هناك تمهيد أو إشارة أو حتى برامج تلفزيونية وإذاعية شرحت له مبكراً حتى يكون مستعداً لكلِّ طارئ. فهو مواطن بسيط يعتمد على الله ثم على من يخطط له ولم يكن يعتقد أن هناك حدثا اقتصاديا سوف يحدث، وهزة تهز ميزانية بيته ويأكل الجزء الأكبر مابين رسوم وغرامات.. ولم يكن مسبقا على علم بما سوف يحدث.
فكان على الأقل تصرف بروية. وبحث له عن عمل آخر بجانب عمله ليزيد من دخله ولينفعه في مثل هذه الأيام.. والواقع ونقولها بصراحة وحب وبحجم حبنا لوطننا أن المواطن البسيط والمحدود الدخل أكرر المواطن المحدود الدخل يعيش هذه الأيام أخطر أيام حياته وتحديات مستقبله وسكان العالم أجمع ينظرون إليه بغيرة ويتصورون أن داخل بيته بئر بترول بل راح البعض في بعض الدول يسخرون منه ويتندرون حول وضعه. بل إن الكثير من المغردين هنا وهناك ينشرون التغريدات المختلفة والساخرة نتيجة لما يعانيه هذا المواطن.
بل اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالعبارات الساخرة والباسمة والضاحكة. ومع هذا ورغم هذا نجد مواقف عديدة ومشرفة ومن مختلف الفئات العمرية التي تعبِّر عن وقوفها بصدق وعنفوان مع الوطن. وأنها مستعدة بالتضحية في سبيله بالدم والروح.
فكيف بعد لا يتحمل المواطن أوضاع وطنه. وكيف لا يقف معه في مختلف الأوضاع.
لذلك نجد هشتاقات عديدة تعبر عن الولاء والانتماء تجسد وقفة المواطن البسيط مع وطنه رغم التحديات.. وهذا يعبر عن أخلاقيات ووفاء المواطن الصادق..؟!