محمد المنيف
كثير ما يتلقى بعض معلمي التربية الفنية سؤالا من أولياء أمور الطلبة الموهوبين في مادة الرسم عن كيفية تنمية مواهب أبنائهم عندما يرون فيهم التميز في الرسم وحصولهم على الجوائز من مدارسهم.
هذا السؤال يطرحه أولياء أمور لديهم الحرص على أبنائهم الموهوبين في مختلف المواد بشكل عام والرسم بشكل خاص لندرة وجود مثل هؤلاء الصغار عمرا الكبار إبداعا، ومع أن دور معلم التربية الفنية لا يتجاوز حدود وضع بعض التوصيات دون معرفة بما يمكن أن يتم بعدها ومدى تحمل ولي الأمر للاستمرار في تنفيذ التوصيات أو حتى الاهتمام خصوصا مع مشاغل الحياة التي كثيرا ما تعيق الآباء من متابعة كثير من التفاصيل في حياة أبنائهم.
أعود لتجربة أحد أولياء الأمور الذين يضعون لمواهب أبنائهم حيزا من وقتهم التقيت به يوما في معرض لطلاب مدارس الرياض كان لابنه نصيب من جوائز المعرض.
سألني كيف أواصل تنمية مهارات ابني في الرسم..؟
كانت إجابتي كما هي إجابات كل معلم ومنها أن يؤمن له مستلزمات الرسم في المنزل ويمنحه وقتا لممارسة موهبته، واطلاع معلمه على كل خطوة، وزدت على ذلك بأن يهتم الأب بلوحات ابنه الصغيرة ويعتني بها ويعلقها في غرفة ابنه، لم أكن أتوقع أن يصل الأمر به إلى أن يجعل من كل جزء من منزله معرضا لتلك اللوحات والتي تفاجأ بها عندما طلب مني زيارته، كان المنزل بمثابة معرض يعتز به ويفخر، كما يقول ويريه لكل زائر من الأقارب والأصدقاء والضيوف نساء أو رجالا، يقول ذلك الأب إنني شعرت أن في موهبة ابني ما يضفي على شخصيته الكثير من الخصوصية كالذوق الجميل، حيث أصبح مستشارا للعائلة في ما يختص بالأثاث وما يتبعه من إكسسوارات، إضافة إلى ما يتمتع به من رقي في التعامل والنظرة المتفائلة للحياة.
تساءلت عندما ودعني عند باب المنزل.. ماذا لو كان كل أب لديه موهوب أن يقدم له مثل هذا الاهتمام، أجزم أنه سيكون لدينا مجتمع راق محب للحفاظ على جمال الحياة ومحافظا على ممتلكات الغير خصوصا التي تتعلق بالجمال.