الشارقة هاتفيا - محمد المنيف:
يأتي بينالي الشارقة في دورته الثالثة عشرة الذي تقيمه مؤسسة الشارقة للفنون بإدارة الشيخة حور القاسمي متشكِّلاً من خمسة مكوّنات أساسيّة حاملاً عنوان «تماوج»، يمتد على نحو استثنائي عاماً كاملاً، من تشرين الأول - أكتوبر 2016 وحتى تشرين الأول- أكتوبر 2017م. ليمتد مكانيا إلى جانب امتداده الزمني، جاعلا من الشارقة نقطة ارتكاز ومحوراً لمدن وجغرافيات عدة. إذ تجري الفعاليات وتنعقد في خمس مدن هي إسطنبول وبيروت وداكار ورام الله والشارقة، وتشتمل على معارض وبرامج من فصلين، يعقدان في كل من الشارقة وبيروت، وبرنامج تعليمي لمدة عام كامل في الشارقة، ومشروعات تقام بالتوازي في كل من إسطنبول وبيروت وداكار ورام الله، ومنصّة للنشر الإلكتروني على الإنترنت، على أن تكون وفق الجدول الزمني التالي: 15 تشرين الأول- أكتوبر 2016: إطلاق البرنامج التعليمي في الشارقة، ويمتد لعام كامل. كما يتم في هذه الفترة إطلاق منصّة «شبشب» البحثيّة الإلكترونية.
ويواصل البينالي فعالياته التي منها المشروع الموازي الأول في داكار (حول ثيمة الماء) في الثامن من كانون الثاني- يناير 2017 م ، يليه في العاشر إلى الرابع عشر من آذار- مارس 2017: الفصل الأول من بينالي الشارقة الثالث عشر، بمعرض وبرنامج فعاليات في الشارقة، ويستمر المعرض حتى الثاني عشر من حزيران- يونيو 2017، وفي الثالث عشر من أيار- مايو 2017: المشروع الموازي الثاني في إسطنبول (حول ثيمة المحاصيل) ، كما سيتم في العاشر من آب- أغسطس 2017: المشروع الموازي الثالث في رام الله (حول ثيمة الأرض). وفي الخامس عشر من تشرين الأول- أكتوبر 2017: المشروع الموازي الرابع في بيروت (حول ثيمة الطهي). أما في التاسع عشر من تشرين الأول- أكتوبر 2017: فهو موعد الفصل الثاني من بينالي الشارقة الثالث عشر، معارض وبرنامج فعاليات في بيروت.
يسعى بينالي الشارقة الثالث عشر في هذه الدورة التي تشرف عليها القيّمة كريستين طعمه إلى صوغ تساؤلات وطرح أجوبة حول الأوضاع في عالم الفن وإمكاناته، وذلك بمنهجيّة قائمة على حصد نتاج سياسات التكاتف والتعاون في الأمكنة التي يشتبك معها البينالي، محاولاً الابتعاد عن طمأنينة المثالية والتورط مع ما هو عملي وملموس، في منطقة تكاثرت فيها المؤسسات الكبرى وتهالكت فيها البنى التحتية. على هذا المنوال، تتّسع فكرة البينالي بواسطة التفاعل و»التدخّل» الحيويّ والضروريّ لإنعاش تلك البُنى والسياقات المحليّة وريّها، على أرض غنيّة بشبكات عفويّة من فاعلين، تتّصف بالخفّة والهشاشة.
المكوّنات الخمسة لبينالي الشارقة الثالث عشر «تماوج»، هي مكتبة إلكترونية تحوي مادة بحثيّة خاصة بثيمات البينالي، وأربعة مشروعات يقيمها أربعة «محاورون- ات» من خارج الشارقة، وبرنامج تعليمي - تثقيفي يمتد لعام كامل في الشارقة، ومنصّة للنشر الإلكتروني على مدار العام، وبرنامج من فصلين: الفصل الأول المبتدئ في الشارقة بآذار- مارس 2017، يليه فصل ثان في بيروت بتشرين الأول- أكتوبر 2017، ويشتملان على معارض وعروض وندوات وأداءات وأفلام.
يشارك الفنان قادر عطيّة من داكار والقيّمتان زينب أوز (إسطنبول) ولارا خالدي (رام الله) والجمعية اللبنانية للفنون التشكيلية أشكال ألوان (بيروت) في حوار تفاعليّ وعمليّ مع الشارقة. فيعملون على نحو وثيق مع عدد من الباحثين- ات في كل من المدن الأربعة، ومع آخرين- ات في الشارقة. منوط بهذا الفريق البحثي وضع نواة مشروع «شبشب»، وهو فضاء بحثيّ رقميّ يضم شتى المواد والصور والنصوص التي تعالج الكلمات المفتاحية، أو الثيمات الأربع، التي يرتكز عليها البينالي: الماء والأرض والمحاصيل والطهي، بوصفها أساسيات الحياة والنشاط البشري. تختص كل مدينة بواحدة من هذه الثيمات، لتنجز معاً أربعة مشروعات موازية يشرف عليها «المحاورون- ات» في داكار (كانون الثاني- يناير 2017) وإسطنبول (أيار- مايو 2017) ورام الله (آب- أغسطس 2017) وبيروت (تشرين الأول- أكتوبر 2017). كذلك، سيتم إطلاق منصّة للنشر الإلكتروني تحوي مقالات ومواد أخرى تشتبك مع الثيمات وتعالجها، كما تقوم بإصدار أربع نشرات إلكترونية بالتزامن مع المشروعات الموازية الأربعة.
وسوف يوضع هذا الكمّ من المراجع الرقمية أيضاً تحت تصرّف خمسة عشر فناناً وفنانة لإنجاز أعمال ومشروعات جديدة بتكليف من بينالي الشارقة الثالث عشر.
سيكون معرض الشارقة مفتوحاً للجمهور اعتباراً من 12 آذار- مارس وحتى 12 حزيران- يونيو 2017، وسيضم أكثر من خمسين فناناً وفنانة من جميع أنحاء العالم. ويشتمل برنامج الافتتاح على عروض أداء وأفلام، علاوة على أنشطة «لقاء مارس» العاشر. كما يقام معرضان آخران في بيروت اعتباراً من 19 تشرين الأول- أكتوبر وحتى 19 كانون الثاني- يناير 2018، يصاحبهما برنامج عروض أداء وأفلام ومحاضرات وندوات.
هذا وتستضيف الشارقة بالتوازي مع بينالي الشارقة الثالث عشر برنامجاً تعليمياً مكثّفاً، وُضِع لتعزيز البنية الثقافية المحلّية في غرب إمارة الشارقة ووسطها وشرقها، ولتمكين تركيبتها السكّانية المتنوّعة، معرفيّاً وفنيّاً. يستهدف هذا البرنامج شتى المراحل العُمريّة اعتباراً من 3 سنوات، كما يستقبل جميع الراغبين بالمشاركة من دون تمييز. على أن ينطلق هذا البرنامج المجاني في تشرين الأول- أكتوبر 2016 ويستمر حتى نهاية البينالي.