ميسون أبو بكر
عندما أتذكّر الأحداث التي هزّت الرياض نتيجة التفجيرات التي قام بها إرهابيون منذ سنوات في المجمعات السكنية والمباني الحكومية، والرعب الذي انتاب البشر والمناظر المفجعة لها، ثم تجددت منذ زمن قريب في بيوت الله استهدفت المدنيين والعسكريين، والإرهاب الذي يثقل الذاكرة بكل تلك المناظر الأليمة المفجعة التي تحضر معها رحلة المملكة في مكافحة الإرهاب، والجهود العظيمة التي تجلّت في هذا الموضوع بكل ما أوتيت من عزم وحزم؛ فإنني بعد كل هذا أنظر بدهشة وتعجب لتأييد الكونجرس لقانون جاستا الذي كان مشروعاً وصار حقيقة وقفت أمام طوفان الذين تصدوا له وعارضوه، حتى نقض حق الفيتو لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما الذي نادى ضد هذا القرار.
جهود عظيمة في التصدي للإرهاب، عقوبات صارمة لمرتكبيه والواقفين خلف هذه العمليات ومموليها والمخططين لها، وقف حسابات المؤسسات المشبوهة التي تدعم الإرهابيين، وتكبد المعاناة جراء جرائم إرهابية، ثم المساهمة ضمن جهود دولية في التصدي له، وقد جرمت المملكة الأعمال الإرهابية كما أطلقت الصرخة الأولى وجرس الإنذار من هذا السرطان الذي بات واقعاً دك عدداً من المدن في العالم.
وفي بادرة عاجلة أدهشت العالم أعلن ولي ولي العهد ووزير الدفاع سمو الأمير محمد بن سلمان، تشكيل تحالف إسلامي مكوّن من 34 دولة لمحاربة الإرهاب يعبر عن رفض العالم الإسلامي للإرهاب وتكاتفه مع العالم ضده، وكان هذا التحالف الذي تم بسرعة كبيرة ومن مجموعة لا يستهان بها من الدول ليكافح هذا السرطان الذي تفشى بأشكال مختلفة.
المملكة التي عانت من الإرهاب الذي هدد حجاج بيت الله وأمنه من قبل الدولة الإرهابية إيران، وقد جندت طاقاتها وذهبت أرواح أبطالها دفاعاً عن الوطن وأهله وزواره وكانت تجربتها في مكافحة الإرهاب نموذجاً يقتدى به عالمياً، ثم جهودها مؤخراً في كشف مخططات لخلايا إرهابية تدار من الخارج، استعانت بشباب صغار السن من المملكة لتنفيذ هذه العمليات، قامت بغسل أدمغتهم ومنهم من قتل أفراداً من أسرته، وآخرون زرعوا أجسادهم المفخخة في بيوت الله تنفيذاً لتلك المخططات الآثمة.
المملكة التي لها جهود حثيثة لوقف هذا الفكر الإرهابي وأياديه الآثمة ومخططات إيران وأحزابها منذ سنوات، كان من العدل أن تكرّم ويشاد بهذا النضال الذي تقوم به على أصعدة متعددة، لا أن تكون عرضة لابتزاز قانون جاستا الذي زاده حدة وشجع عليه الصراع المحموم بين المرشحين كلنتون وترامب الذي اعتاد على نشر الأكاذيب وتحلى أسلوبه بالعدوانية والعنصرية تجاه الإسلام والدول العربية، وقد كشفت الأنباء مؤخراً عن تأجيره بنكاً في أحد الأبراج التي يملكها لإيراني متهم بالإرهاب، ولا عجب إذ كشفت المحكمة الأمريكية الفدرالية عن حقائق تشير إلى أن أشخاصاً من منفذي أحداث 11 سبتمبر دربوا على يد حزب الله في لبنان، وخرجوا من إيران إلى أمريكا لتنفيذ الهجوم الإجرامي .
المملكة براء من هذه الاتهامات والابتزاز الواضح، وما ذكرنا غيض من فيض من جهودها في مكافحة الإرهاب الذي هدد أمنها وأراضيها، وتغلغل في فكر بعض الشباب الذين استهدفهم التنظيم الإرهابي الحالي داعش الذي خرج من حضن إيران، التي أخرجت قبله تنظيم القاعدة وحزب الله.
الإرهاب الحقيقي هو التعدي على حق الشرعية الدولية وإثارة الفوضى والتعدي على الأمم المتحدة والعودة لقانون الغاب، في أن تكون لدولة حق تشريع قانون مثل جاستا يجعل الدول في حلبة الصراعات والاتهامات والعقاب الفردي غير العادل.
من آخر البحر
من قصيدتي وطنُ القصيدة
إني هنا والقلب ينبض بي هناك
جسدي هنا والروح في رمٍّ تطير
بين الجبال الشاهدات على الذي
كتبوه أو رسموه في درب الحرير
يستيقظ العبسيّ من وجع الهوى
المسك لونه والتحايا له تمير
وجميل بثن في الغضا آثاره
ما خان عهدا أو تملكه الغرور
لا يظمأ القلب النديّ من الهوى
وعلى امتداد بلادنا مجد يسير