د.محمد بن سعد الشويعر
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلِّم أمته أدب استقبال الهلال من كل شهر بهذا الدعاء: ((اللهم أهلَّه علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحبّ وترضى، ربي وربك الله هلال خير ورشد)).
تمضي الأيام والسنون عاماً بعد عام، ويأتي كل جديد على الإنسان، ويتطلّع لما ينفعه بالخير والنفع، والصفحات القديمة تطوى بخيرها وشرها.
صفحات من حياة الإنسان، تنطوي بما فيها من خير قدّمه لنفسه، أو شرّ اقترفته، وكل ذلك مرصود عليه، وهو شاهد لنا أو علينا، يقول سبحانه: {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} (49) سورة الكهف.
وكل عام جديد، تكبر الآمال فيه أو تصغر، بحسب نظرة كل إنسان الخاصة والتفكير والجهد وآمال ومتطلعات لكل فرد وطموحه، وليس الأمر بالتمني والحسب، وإنما بالجد والعمل، فمن جدّ وجد، ومن زرع حصد.
ويجب علينا في هذا العام الجديد 1438هـ أن نبحث ونتفاءل بالخير؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن.
في الأعوام المنصرمة مرت بالأمة الإسلامية منغّصات ومشكلات وتسابق بين الأمم في التسلّح، وتكديس آلات الدمار والخراب، في استعراض للقوة، لإخافة النِّد لعلها ترفع من قدره، مع التوجّس والقلق.
فإن نظرة الفرد المسلم في تطلعاته لكل عام جديد، هذا العلم الغيبي الذي علمه عند الله، يجب أن تنطلق من ركيزة «دينه الحق» وما يرغب فيه بحسن الظن بالله والدعاء، والترجي وتسليم الأمور له سبحانه، ومحاسبة النفس، مع معالجة الأمور بالاستخارة في كل أمر، {وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (216) سورة البقرة.
ففي بلادنا ولله الحمد، أكرمنا بالإسلام وهدانا إليه، ومنّ علينا بولاة أمر يقيمون شرع الله، فاللهم لك الحمد ولك الشكر على نعمك الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى.
نسأل الله في هذا العام الجديد أن نرى ما يسعدنا وأن يحمي بلادنا، ولا يخيب ظننا وسعينا به، وأن نلتمس فيه إلى ثمرة مرضية في ديننا وأوطاننا وولاة أمرنا وأولادنا، وأن ندعو لهم بالصلاح في أنفسهم، مصلحين لمن حولهم، محققين لما يؤمل منهم إن شاء الله.