عندما خلق الله سبحانه وتعالى أبانا آدم خلقه من طين ولم يخلقه لوحده بل خلق معه أمنا حواء من ضلع آدم، وهو من الملائكة البررة ذوي الرحمة الذي سجدت الملائكة له، إلا إبليس أبى واستكبر لأنه كان ملكا من ضمن الملائكة الذي رفض السجود لآدم، وهو الذي أغرى أبانا آدم بالأكل من الشجرة، وخرج بعدها من الجنة هو وأمنا حواء، ومن ذلك التاريخ المرأة تسير جنبا إلى جنب مع الرجل، ولا يستطيع العيش في هذا الكون بدونها، كما هو حال أبينا آدم وأمنا حواء، بعدها أرسلت الرسل والأنبياء، وكل نبي ورسول بعث لقومه إلى نبينا ورسولنا محمد- صلى الله عليه وسلم- أرسل لكافة البشر أنسها وجنها {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}. ومن ذلك التاريخ بدأ التزاوج والتناسل بين البشركافة، التزاوج المشروع والشرعي طبقاً لشريعة الله وسنة نبي هذه الأمة المحمدية عليه أفضل الصلاة والتسليم (الذي قال تزاوجوا الولود الودود)، فهذه المرأة الزوجة هي التي تحفظ بعد الله النسل والتكاثر، وهي تعتبر حجر الزاوية بالنسبة للأسرة، وهي التي تلم شمل الأسرة وترعاهم عاطفياً ووجدانياً أكثر من الرجل، ولو أن له دورا لا يغفل في الأسرة فهي السبب بعد الله سبحانه وتعالى لإخراج الرجل من بطنها وهو (لا يعلم شيئاً) فترعاه وتسهر على راحته وبقية أفراد الأسرة، فيرضع منها القيم والموروث الشعبي في طفولته، ومن ثم يشارك الزوج في بقية التنشئة الاجتماعية ويكون قريبا من أمه وملاحقا لها أكثر من والده، فالأم هنا لها مكانة خاصة (هي الأم. البنت. والزوجة. والأخت... الخ)، أما الرجل فهو ذو طفولته المبكرة أو المتأخرة أو مرحلة المراهقة حتى يصبح كهلاً ومن ثم شيخاً وعجوزاً كبيرا، هو نفسه رجل له مسمى واحد وهو كبيراً أو صغيراً، فالمرأة منذ الأزل لها مكانة عظيمة في المجتمع، فهي تبيع وتشتري إلى وقتنا الحاضر وهي الطبيبة الشعبية قبل أن يكون هناك (طب بشري حديث)، وفي السابق كانت وقت الغزوات الذي كان الوازع الديني لا يقاس بوقتنا، ولا شيء تعالج الجرحى، وتسقي الرعاة وتحتطب بجانب الرجل وترعى الغنم وتجمع الكلأ والعشب، فما زالت لها مكانتها إلى وقتنا الحاضر الذي يقدرون هذه المكانة، خذ مثالا لو غابت المرأة عن البيت ساعات أو يوما أو يومين لاختل برنامج الرجل ليومي من مأكل وملبس ومسكن (لأنها سكن يسكن إليها الرجل وتسكن إليه) في جميع جوانب حياته.
وقد شقت طريقها في التعليم عندما توفرت لها، هذه الفرصة تمشياً مع وسائل التنمية وخططها الخمسية ومن ضمنها الخطط التعليمية، فتعلمت ووصلت إلى درجات علمية وتعليم سواء في الداخل أو الخارج، وما زالت المرأة تتلقى هذا التعليم ويوجد منهم آلاف المبتعثات في الخارج في جميع التخصصات، وقد برزت وتفوقت في هذه التخصصات مثلها مثل الرجل، ففي الداخل تعلت وتولت المناصب والوظائف العليا وأصبحت أستاذة جامعية وعضو مجلس شورى وطبيبة وممرضة وسيدة أعمال ومعلمة ومدرسة ومدربة وداعية وكاتبة وصحفية وإعلامية، مثلها مثل الرجل فلماذا نحجرعليها في بعض الأمور التي تخصها بعد أن أصبحت كاملة الأهلية والعقلية والشخصية المستقلة، تحمل هوية وطنية خولتها أن تكون مواطنة، مثلها مثل الرجل تعدت سن المراهقة وأصبحت أماً وأختاً وزوجة وبنتاً، يجب أن تأخذ وتعطى حق المواطنة والحرية في كل شيء، الحرية التي تتفق مع مبادئ الدين الحنيف من سفر واستقلالية في السكن والدفاع عن نفسها ومراجعة الأمور التي تخصها في المحاكم ودوائر الخدمات من جوازات واتصالات بنفسها دون تعليق وارتباط هذه الخدمات بتعريف من رجل قريب لها سواء ابنها المراهق أوأخاها الذي يصغرها بعدة سنين مع احترامي لهم أقل وعياً وأقل إدراكاً من شخصيتها وأقلها تعلماً، بعض منهم قد يحمل شهادة المتوسطة أو الثانوية وتكون هي تحمل أعلى الدرجات العلمية. فيا أيها الإخوان أفراد المجتمع على مختلف مستوياتكم الوظيفية والاجتماعية ومن ضمنكم المسؤولون الذين يتقلدون المناصب والوظائف العليا أعطوا حقها الشرعي الذي أعطاها الله ولا تنقصون من قيمتها المكانية في المجتمع (لأن من شب على شيء شاب عليه) (فالمرأة نصف المجتمع والرئة التي يتنفس منها) فلا تعطلوها فتخسروا نصف تنمية المجتمع في مختلف المجالات والله من وراء القصد.
- إعلامي وخبير اجتماعي