أكد معالي الدكتور عبد الرحمن بن حمد الداود مدير جامعة القصيم، أن مناسبة ذكرى اليوم الوطني في المملكة تمتاز في كونها حدثًا يتجاوز الاحتفالات الصاخبة إلى التأكيد على القيم والمبادئ التي قامت عليها المملكة، حيث إن توحيد السعودية ذات المساحة الشاسعة، والمترامية الأطراف، وانضواءها تحت راية دولة واحدة في تلك المرحلة الصعبة من تاريخ عالمنا العربي، وذلك قبل (86) عاماً يمثّل بحد ذاته إنجازًا وحدويًّا كان أشبه ما يكون بالحلم، بيد أن الإرادة الصادقة القائمة على المنهج الرباني وحماية المقدسات الإسلامية جعلت من هذا الحلم واقعًا أصبح علامة فخر لكافة أبنائه والمسلمين عامة، حيث استطاع المؤسس الملك عبد العزيز ورجاله الصادقون - رحمهم الله - جمع شتات تلك التجمعات المتناثرة والمتنازعة وتوحيدها تحت راية التوحيد الخالدة، محققًا بذلك وحدة تاريخية لا نظير لها.
وقال الدكتور الداود إن مناسبة اليوم الوطني في المملكة تحمل في ثناياها الكثير من المضامين والدلالات التاريخية والتنموية والأمنية، إذ إن المملكة خلال العقود الماضية نجحت في تحقيق معجزة تنموية تجسّدت في تنمية الإنسان وتطويره والاستثمار في تأهيله بالمعارف والمهارات لا سيما في ظل الإنجازات الاقتصادية الضخمة في كافة المجالات، وتابع: المملكة أصبحت نموذجًا في الاستقرار السياسي والأمني، ولم تكن هذه الإنجازات الاقتصادية لتتحقق لولا توفيق الله ثم التخطيط الإستراتيجي المتمثل في الخطط التنموية الاقتصادية الخمسية التي انطلقت في العام 1390هـ، وهو قبل ما يزيد على الخمسة وأربعين عامًا، حيث استمرت حتى هذا العهد الميمون الذي شهد إطلاق الرؤية التنموية الجديدة للمملكة (2030)، كونها تمثل منعطفًا هامًا في المشروع التنموي السعودي.
وأضاف: إذا كانت الخطط التنموية السابقة استهدفت التأسيس للمشروع التنموي، وإنشاء البنية التحتية، فإن رؤية (2030) استندت في بنائها على مكامن القوة التي تتمتع بها المملكة المتمثلة في مكانتها في العالم الإسلامي ودورها في المجال العالمي، وموقعها الإستراتيجي، وثرواتها الاقتصادية.
مؤكداً أن رؤية (2030) تبشر بمستقبل واعد للملكة إذ يقوم في تطلعاته على استشراف القادم عبر ثلاثة محاور أولها المجتمع الذي يمثل الأساس في معادلة الرؤية، إضافة إلى محوري الاقتصاد المزدهر والوطن الطموح، وفي كل محور هناك حزمة من الالتزامات والأهداف، التي ارتكزت الرؤية في تحقيقها على مجموعة من البرامج التنفيذية التي ستخضع في تنفيذها للقياس والحوكمة ومؤشرات الأداء والنتائج.
وأشار إلى أن مناسبة اليوم الوطني الـ(86) هذا العام، تأتي والمملكة ماضية بمشروعها التنموي الهادف إلى الإعمار والنماء وتعزيز فرص السلام والتعاون الإقليمي والدولي، رغم حجم التحديات والمخاطر التي تسعى بعض القوى والأنظمة الإقليمية والدولية إشاعتها في المنطقة العربية، وهو ما يؤكد أن المملكة ستظل - إن شاء الله - واحة أمان ومركز سلام ومنبع خير ونماء.