فهد بن جليد
للأسف بدأنا نسمع بعض الأصوات النشاز التي تدعو إلى مفاهيم وسلوكيات غريبة على مجتمعنا، بحجة التكيّف مع انخفاض دخل شريحة كبيرة من العاملين في القطاع العام، على طريقة كل واحد (يتلحلح)، و(يقلب رزقه)، ليعوّض ما فقد من مميزات؟! وسلامة فهمكم لما يعني هذا الكلام من فقدان للأمانة، والدعوة للفساد المالي أو الإداري؟ وهو ما يتطلب مُضاعفة جهدنا ووعينا للوقوف في وجه كل فاسد أو مروّج للفساد من أجل حماية ونزاهة مُجتمعنا!
حتى تحقق التعديلات والتغيّرات الجديدة أهدافها؟ وتساهم في خلق ودفع ديناميكية جديدة للعمل في المصالح والمؤسسات الحكومية؟ بعيداً عن التذمر والسخط الصوتي، من نقصان الدخل الذي بلا شك أنه سيؤثِّر بنسب مُتفاوتة على الموظفين، وبالتالي على الدورة الاقتصادية ككل؟ علينا أن لا نفقد مع هذه المميزات والبدلات المالية أخلاقنا الدينية، أو قيمنا المجتمعية، أو قناعاتنا الشخصية، وحبنا لوطننا، بتبريرات شيطانية لتعويض ما فقدنا من مُميزات بطرق غير شرعية أو نظامية؟ فهل ذهاب علاوة؟ أو إلغاء بدل؟ سيكون مُبرراً لتغيّر سلوكياتنا الوظيفية؟!
لا أعرف كم نسبة الموظفين الذين يعتمدون على (رواتبهم فقط)؟ أي أنهم لا يعملون بشكل إضافي لتحسين دخلهم قبل هذه القرارات؟ ولا يملكون محلات أو يمارسون التجارة (نيابة عن زوجاتهم) أو (أبنائهم)؟ أعتقد أن هؤلاء هم الأكثر تأثراً؟ لا أحد ينتظر مثالية في التعامل مع المُتغيّرات؟ كل ما نحتاجه هو تفهمها، والتكيّف معها؟!
برأيي أن الأحد الماضي، يمثّل لنا فرصة جديدة، وفجراً جديداً، لمزيد من الشفافية في بلادنا حرسها الله، مع سريان التعديلات حول العلاوات والتغييرات الإدارية الأخرى، والعمل بالأنظمة الجديدة للمخالفات المرورية والتأشيرات.. إلخ، بشرط أن يفهم ويتفهم كل مسؤول يقبع خلف طاولة (طولها 6 أمتار)، وما زال يستنشق رائحة (العود الأزرق) على حساب الوزارة أو المصلحة، ويرتشف فنجال قهوته الصباحي (المجاني)، ويتحدث بهاتفه المجاني ليطمئن على (الأحباب والأصحاب) ومن في ذمته من الولد والخدم والحشم والموظفين المُفرّغين لخدمته وخدمة عائلته.. أن هذا التاريخ لا يعني (الهروب للأمام) من أداء الواجب، أو التضييق على المواطنين والمُراجعين بحجة (الترشيد)..؟!
علينا فهم وتفهم؟ معاني وأهداف وضرورة هذه القرارات، حتى لا تتحول (لشماعة) يختبئ خلفها بعض المسؤولين لتمرير ما يريدون، ومنع ما لا يريدون!
وعلى دروب الخير نلتقي.