د. فاطمة العتيبي
هل كان لأوباما أن يجامل أحداً على حساب مصالح أمريكا؟
وهل خانته معرفته وخبرته وهو القانوني خريج هارفارد السياسي الذي رأس أمريكا ثماني سنوات؟
لم إذن وقف ضد جاستا؟ بينما صوت له مئات من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس الأمريكي!
قانون جاستا قانون خاطئ 100% لكنه ليس مبرراً لشيطنة كلما هو أمريكي. فأمريكا تظل حليفاً مهماً وراسخاً وعلاقة المملكة بها عريقة ومتجذرة والمصالح المشتركة التي تجمعنا بأمريكا أكثر بكثير من تلك التي تفرقنا, لذا فإذا كانت السياسة السعودية دعت الكونغرس للحكمة فعلى بعض كتابنا أن يتسموا بالحكمة أيضاً.
هناك من يندي ويرجف وهناك من قال إن أوباما لم يبذل مجهوداً ذا بال في سبيل إقناع الكونغرس بوجهة نظره بل وحسب ما نشره موقع هافنغتون بوست في نيويورك فإن أوباما برر استخدامه للفيتو وعدم رضاه عن القانون بعدة أسباب هي:
قال إن القانون بني على معلومات غير كافية عن الدول الأجنبية الضالعة في الإرهاب في أمريكا ووصف ذلك أنها ليست الطريقة المناسبة لأمريكا التي اعتادت على الاستناد على حقائق وأدلة دامغة في تعاملاتها مع الدول الأجنبية.
كما برر أوباما رفضه للقانون أنه سيفتح باباً على أمريكا نفسها فبعض أفراد الجيش الأمريكي ثبت أنهم تعاملوا بعنف مع بعض الأفراد أثناء الحروب التي خاضتها أمريكا ولذا فالباب مفتوح للمتضررين في رفع قضايا ضد أمريكا وطلب تعويضات.
وأخيراً قال أوباما إن هذا القانون من شأنه أن يؤدي إلى تعقيدات في علاقات أمريكا مع أصدقائها مما يفقد أمريكا كسب المزيد من التقدم في معالجة ملف الأمن القومي والدولي.
توقعات أوباما جاءت في محلها فقد صوت البرلمان الياباني على قانون يسمح لليابانيين أن يقاضوا أمريكا على هيروشيما, ولك أن تتخيل لو أن هذا تم أيضاً في العراق وأفغانستان والفلبين وفيتنام..
ستكون أمريكا حتماً في وضع حرج للغاية, لذا من الخير لجاستا أن يكون فقاعة حلقت قليلاً ونفخها الحاضرون يميناً وشمالاً حتى تلاشت, لأن العلاقات الدولية مبنية على الاحترام والاعتراف بالحصانة والسيادة ومن قفز فوقهما سيخسر مهما كانت قوته لأن المصالح المشتركة هي القوة الآن وهي التي تحرك الرأي العالمي
والسعودية تثق بحكمة أمريكا كما أنها تثق بقوة تأثيرها ومكانتها بين الشرق والغرب وهو ناتج عمل مضن من تنمية العلاقات مع دول متنوعة ومتعددة.
جاستا فزاعة لم يعلم الكونغرس الأمريكي أنها بوجهين: وجه مخيف جداً بمئات العيون والقرون وهو الوجه الذي ينظر باتجاه رعاة البقر, ووجه مخيف لكنه بلا ملامح وهو الذي ينظر لرعاة الشاة والبعير.