أمل بنت فهد
الجدل الكبير الذي يحدث حالياً بشأن (لائحة إدارة الأداء الوظيفي) تمنحنا الكثير عن الموظف الحكومي.. عن خوفه.. عن ثقته في إدارته.. عن مفهومه لحقوقه.. كل هواجسه خرجت دفعة واحدة.
لست بصدد شرح اللائحة.. فلها جهة اختصاص وهذا دورها.. ما يهمني هنا.. كيف يفكر الموظف.. الحلقات المتهالكة في علاقة الموظف بوظيفته.. لو حاول أن يجمعها المختصين.. لما خرجت بهذه العفوية.. والكثافة.
مع أن الأشباح التي تطارد الموظف ليست ذات قوة.. ويمكنه أن يقلب الأدوار.. بخطوات بسيطة لكنها مرتبة ولا تقبل تقديم خطوة على خطوة.
من الطبيعي أن تخاف من مديرك.. من المنطقي أن تشعر بالتهديد والاستغلال والتهميش والغضب وكل مشاعر سلبية إن كنت تعمل على مبدأ البركة.. إن كنت تجهل مهامك.. إن كنت لا تعرف حقوقك.. ولا واجباتك.. إن كنت لم تكلف نفسك أن تقرأ بنهم عن الأنظمة التي تحميك.. فالمعلومة قوة جبارة تخليت عنها بنفسك.
وإن تركت نفسك دون تطوير لمهاراتك لتتحدى بها.. وتنافس بها.. وتنافح بها.. فأنت حرفياً تقبل الهزيمة دون أن تحرك إصبعاً.
فالخطوة الأولى: أقرأ حقوقك من مصادرها التي شرعتها ووضعتها.. إياك أن تأخذها من هنا أو هناك.
الخطوة الثانية: أطلب وثيقة مهامك التي أنت مسؤول عنها.. أطلبها خطياً واحفظ طلبك لتعرف كيف تخطط لإنجاز أعمالك.. وتعرف أي مهارة أنت تحتاجها.
الخطوة الثالثة: اعلم أن ذاكرة بيئة العمل مثل ذاكرة التاريخ.. تتجاوز من لم يكتب إرثه.. وتنساه.. وتدفنه.. لذا أجمع إنجازاتك وإصنع لنفسك ملف إنجاز يوثق تاريخك.. وأعمالك.. ومبادراتك.. وإبداعك.. إنه سلاحك الذي يأخذك للخطوة الرابعة.. إنه تأكيد خطواتك.. إنه الوشم الذي لا يمحى.. إنه ما يجعلك عصياً على النسيان أو التجاهل أو التهميش.
الخطوة الرابعة: في حال ظلمت.. أو تم تجاوزك.. تستطيع أن تظهر أدلتك وبراهينك.. وتسحق بها هامة الظالم.
الخطوة الخامسة: حارب الفساد بالتوثيق أيضاً.. إياك أن تشتكي دون دليل.. إياك أن تكون ثائراً دون قضية.
وأخيراً.. تذكر أن المكان الذي أنت به الآن ليس محور الحياة.. وإن ضاقت بك الأمكنة ابحث عن مساحة أخرى.. لا تتراجع.. ولا تؤذي نفسك.. التغيير ممكن.. ووضعك ليس مصيرا محتوما.. إنما اختيار يمكنك أن تقاتل من أجل تغييره.
أتمنى للجميع مستقبل وظيفي يناسبه.. ويصعد به حيث يريد.