سيخون.. هو أحد أنهار المملكة العربية السعودية الذي كان يجري في أراضيها والذي كان يتقاطع مع دجلة والفرات، وسيخون الآخر القادم من جبال أرض الفرس ليتكون نهر طويل يجري في يابسة الخليج العربي آنذاك.
ففي بحوث أثرية مضنية مستندة لصور بالأقمار الصناعية تم أخذها في ثمانينيات القرن المنصرم من قبل وكالة ناسا بطريقة ودية عن طريق أحد الأصدقاء لعالِم آثار غربي يدعى يورس زارينس في رحلة البحث عن «جنة عدن» وعن «مدينة دلمن» في الجزيرة العربية، حيث تقول الرواية لديه إن جنة عدن تقع على امتداد لنهر ينبثق من نقطة تلاقي أربعة أنهار، وحيث لا يوجد في المنطقة منها إلا نهرا دجلة والفرات، أثبتت تلك الصور وجود مجرى لنهر كبير في الجزيرة العربية يتلاقى مع نهر دجلة والفرات، ويتقاطع مع نهر آخر قادم من جبال زاجروس في أرض الفرس، وبذلك وجد النهرين اللذين غطى معالمهما الجفاف.. وكانت تلك الأنهار تجري قبل عشرة آلاف سنة أي في نهاية العصر الجليدي
وقد كان يتفرع من ذلك النهر الذي يصب في المملكة العربية السعودية عدة أنهر أخرى، وعلى طول امتداده في جزيرة العرب جنان خلابة ومواطن بشرية تنشط على ضفافه حيث يصل ذلك النهر لشرق المملكة العربية السعودية (الجزيرة العربية) حيث تكون «مدينة دلمن.. جنة الأرض»، فقد مكنها ذلك لأن تكون مركز تقاطع للتجارة البشرية بين السومريين وبقية أنحاء المعمورة.. حيث كانت (مدينة دلمن) آنذاك شبيهة بمدينة هونج كونج الحالية من حيث استقطاب الناس والبضائع من كل جانب بالإضافة لنشاطها التجاري.. أما بالنسبة لموقع «جنة عدن» فوجدها يورس زارينس بناء على الرواية التي تقول إنها على امتداد مسار النهر المنبثق من نقطة تلاقي الأربعة أنهار، حيث يشير اتجاه ذلك النهر لوجودها تحت مياه الخليج العربي، حيث كان يجري حينها على يابسة ولم يكن يوجد بحر بعد والذي نتج عن ذوبان الجليد مما زاد من منسوب مياه المحيطات فتكون البحر في الخليج العربي.. فقد كانت أرضاً يابسة تصل الجزيرة العربية بالأحواز العربية المحتلة ومن ثم بأرض الفرس، وكانت تمتد تلك اليابسة من الكويت وتنتهي في الإمارات العربية المتحدة عند مضيق هرمز، حيث يصب ذلك النهر هناك في مياه البحر.. ويوماً ما ستعود جزيرة العرب مروجاً وأنهاراً، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا» وتعود - أي أنها - قد كانت.