سعد الدوسري
كم ستستفيد الدولة من إنفاق مواطنيها داخلها، وليس خارجها؟!
ألم يدر هذا السؤال في أذهان من يدير المرحلة الصعبة التي تمر بها بلادنا اليوم؟!
في إجازة عيد الفطر وعيد الأضحى الماضيتين، كم أنفق السعوديون في دولة الإمارات؟! كم أنفقوا في دولة البحرين؟!
أليس من الأجدر أن نسأل أنفسنا:
- كيف نجعل هذه الأموال، أو جزءً منها، يصب في اقتصادنا؟!
إن من السهل جداً أن نتوجه إلى مصادر نملك مفاتيحها، كإلغاء بعض البدلات أو زيادة بعض الرسوم، ولكن الصعب أن نبني أرضية ملائمة لجذب المال من مصادر لا نملك مفاتيحها؛ هذا هو العمل الحقيقي والخلاق، علماً بأننا نعرف لماذا يسافر السعودي (وبالأصح كان يسافر) إلى هاتين الدولتين المجاورتين، في أية إجازة ممكنة، لكننا لا نؤهل مناخنا لتوفير ما يجده هناك، من وسائل ترفيه بريئة ولائقة.
إنه العمل الدؤوب. إنه ما فشلت فيه العديد من قطاعاتنا، وجعلت المواطن يدفع الثمن. وعلينا اليوم، وقبل كل شيء، مساءلة هذه القطاعات، وحثها على خلع معطفها القديم، وارتداء معطف الإنجاز. وإن لم تفعل، فإن كل الموارد المحتملة لإيرادات الدولة، سوف تذهب مع الريح، كما ذهبت معها ثروات كانت محتملة، طيلة السنوات الماضية، ولم يستفد منها أحد، لا الدولة ولا المواطن. وهذا كله بسبب بعض المسؤولين الذين لا يفقهون فهم الواقع ولا المستقبل.