د. ناهد باشطح
فاصلة:
(( يبقى لدى كل شخص قوة كافية للقيام بما هو مقتنع به))
- حكمة ألمانية -
حاول أن تتذكر كم مرة رفضت أن تفعل غير المعتاد، يريد الله أن ينقلنا نقلات غير متوقعة إلى حياة أفضل بينما نحن لا نريد أن ننتقل من منطقة الراحة التي اعتدنا عليها.
نردد نحن لا نحب أن نفعل كذا لأننا اعتدنا ألا نفعله مهما كان الاحتياج له ضرورياً لتغيير حياتنا، لا وجود للتجربة في قاموس حياتنا ولا لمفردات كالمغامرة مثلاً.
نفعل ذلك فقط لأننا اعتدنا منطقة الراحة أو(Comfort Zone) وهي حالة سلوكية يمارسها الشخص بلا توتر بسبب اعتياده على ممارستها بروتينية يتكيف معها ذهنه ويتبرمج على أدائها.
ينتج عن هذا الروتين تكيّف ذهني يعطي الشخص شعوراً بالأمان المزيف الذي يحد من قدرته على التقدم.
قد تكون أنت في منطقة الراحة ولا تعلم وقد يكون صديقك أو قريبك أو شريك حياتك هو شخص دوماً يشتكي من أحواله المادية أو أوضاعه الأسرية، ويستطيع أن يسرق طاقتك بكثرة الشكوى والتذمر، ومهما طرحت عليه حلولاً للتغيير من أوضاعه فهو لا يستمع لك ولا يفعل شيئاً حتى لو وعدك مثلاً بالتغيير، لأنه في الواقع فقط يتحدث عنه كرغبة، ولا يمكن أن يغير شيء في أحواله وحياته، لأن التغيير يحتاج إلى شجاعة وخروج من منطقة الراحة التي سكن فيها لأسباب عدة: كالخوف من المجهول والكسل الذي قد ينتج من الإحباطات أو الفشل، وأحياناً البعض يركن إلى منطقة الراحة لاعتقاده بأنه وصل إلى الحد الذي لا يحتاج فيه إلى التغيير إلى الأفضل قاصراً رؤيته عن استشراف المستقبل.
مع بداية عام جديد قرروا أن تعبروا فوق المعتاد إلى مناطق أخرى لم تعتادوها من قبل فالحياة تستحق التجربة لأنها سبيل التغيير.