رؤية: أسال ما بدى لك، فالجواب ماتراه وتقراه لا ما تسمعه من أفواه الشامتين.
إليك النص بالكامل ولك حرية الحكم بعد إذ..
بدأ لي الليل قصير، وبدت لي الساعات كثواني تجري مسرعة الى الصبح الجديد.
فلا ضير إن تحدثت قليلاً عما مضى.. في هذه السويعات المتبقية.
فبين انتصاف الليل وبزوغ الفجر..
كان السؤال « أصفني وابحر بي بين مشاعرك «.
أو بشكل آخر أوصفني وأكتب عن مشاعرك..هكذا سألني؟
فهل لديك مانع أن تسمع وتستمتع بحديث أخر الليل معي؟!
قد بدى لي سؤالك عن الوصف وعن أي المشاعر قد أسكنتها فؤادي منذ زمن؟!
وها قد عاد بي الزمان لأفتح أوراقي وأبحر في خيالاتي وأنبش ما بداخل تلك الأوراق من بوح، لأرسي عند شاطئ الذكرى والمحبة والألم، الشاطئ الذي كنت قد كتبت على رماله.. في يوم ما.. « اسمك «.
تلك هي المشاعر التي لا تعرف الكذب والتمثيل لأنها تعيش إحساسها بصدق.. وبطبيعتها.. مشاعر حقيقية.. نراها ونقرأها.
فعندما أشاهد القمر في تمام الخامس عشر من أي شهر.. لا أشاهده لمجرد اكتماله أو لمجرد شدة بياضه وسطوعه.. بل أشاهده لأرى منه الاشياء الجميلة التي لا تتكرر كثيراً.. مثلك!
أشاهد فيه الصفاء، والحياء، والحياة، والجمال الرباني الذي مهما حاولت الايام أن تغيره لا يتغير بل يظل كما هو بطبيعته وعنفوانه.. ونظل ننتظره كلما اقترب وابتعد.
أخجل كثيراً من النظر إلى كل شيء أراه يشبهك!
أخجل لأنني أحب أن أكون هكذا.. أقلها أمامك.
لذا قد تتغير الأشياء من حولنا، ولكن أنا على يقين أنك لا تتغير لأن بداخلك قلب لا يعرف الحقد والكراهية..قلب أجمل ما فيه: (أنه مثل القمر في تمامه).
هذا جزء من الشيء الذي لا يذكر كثيراً.. جزء مجزأ مما بداخل الأحشاء.
هكذا أخبرتك عند انتصاف الليل.. قبيل بزوغ الفجر.
أوصفني..هكذا سألتني؟!
وكالقمر في تمامه.. أجبتك.
أما المشاعر.. فإنني أعيشها.
فدعني أبكي قدري.. وأرحل بحرماني وورقي وفكري بعيداً.. بعيداً جداً جداً جداً... إلى حيث لا أحد!
وكن على ثقة.. أن القلوب التي تحب لا تكره أبد الدهر.
وهج: لعلي أنهي حديث المنتصف بأدب يوافق بنات أفكاري هنا.. يقول الأديب العراقي عبدالغفار الاخرس:
سؤالك هذا الربعَ أين جوابه؟
ومن لا يعي للقول كيف خطابُهُ؟
وجدت لقلبي غير ما تجدينه
أسى ً في فؤادي قد أناخ ركابه
- عبدالمجيد المطيري