ناصر الصِرامي
توصلت نتائج مقارنات مسحية أجرتها جمعية حماية المستهلك السعودية عن سعر الدقيقة للاتصالات المتنقلة في كثير من دول العالم، إلى أن سعرها في المملكة يُعد من أعلى المعدلات عالميًّا، إذ وضعتها ضمن الحزمة الخامسة، من ضمن خمس حزم، تشكل قائمة الدول الأعلى في معدلات كلفة سعر دقيقة الاتصال محليًّا ودوليًّا...!
وهو ما يؤكد بقاء شركات الاتصالات في عمليتها التقليدية لزيادة أرباحها، في ظل غياب نظرة مستقبلية لوضع هذه الشركات التي تعمل التطبيقات الحديثة على اقتطاع جزء مستمر من الأرباح التقليدية لشركات «الهاتف» المحمول، فيما تعمل تقنيات أخرى على سحب ودائع هذه الشركات في مجال حفظ البيانات وتناقلها واسترجاعها. أضف إلى ذلك غيابها الكامل عن تنمية أى حاضنات إبداع وابتكار، أو استحواذ مدروس لمشاريع ذات علاقة في صناعة المعلومات والمعرفة والتقنيات.. محلياً أو عربياً!
دعك من الإعلانات المملة والمكررة التي تحاول شركات الاتصالات هنا المنافسة فيها!، -رغم غياب أي جانب إبداعي حتى في هذه..- إلا أن المسح السابق أظهر أن متوسط سعر الدقيقة في السعودية يصل إلى 35 هللة، فيما المتوسط العالمي هو في حدود سبع هللات للدقيقة، مضيفة أن «هذه الزيادة في الرسوم تنطبق على أسعار خدمات الاتصالات المختلفة بما فيها الإنترنت»...!
وهو أمر يعود باعتقادي مجدداً لحرص هذه الشركات على طريقة «الحلب» الكلاسيكية لجيوب المستهلكين عبر فواتير الهاتف والإنترنت المبالغ في تسعيرها.. دون العمل على توسيع عائداتها عبر قنوات استثمارية جديدة تضمن لها البقاء مستقبلاً..!
حرص كل إدارة هو تحقيق عوائد أكبر لحملة أسهمها في المدى القصير.. وهو أيضاً ما يفسر غياب جوانب إستراتيجية في استثمار هذه الشركات في السوق المحلية تقنياً ومعلوماتياً!
المسح نفسه أشار إلى «أن أكثر الشركات المُشغلة في غالبية الدول تطرح عددًا من الباقات التفضيلية المخفضة الخاصة كباقة الاستخدام العائلي، وباقة الطلبة، وباقات الأعمال، وباقات التسوق، والباقات الاجتماعية، وغيرها، التي يتم تصميمها وحياكتها بما يتوافق مع الشرائح المستهدفة لهذه الباقات، بهدف الوصول إلى أعلى استفادة من الكلفة، ناهيك بما تمنحه تلك الشركات لعملائها من ساعات مجانية وأيام اتصال مجانية وشرائح مجانية للمعوقين وذوي الدخل المحدود».
الجمعية قالت إنها ستنشر مستقبلاً دراسة عن متوسط السعر العادل للاتصال بناء على معدل الدخل مع نسبة التضخم ورسوم كلفة الاتصال... وهو أمر مهم يجعلنا ننتظر هذه الدراسة.. لنعود لقراءة نهاية شركات الاتصالات التقليدية..!