يُعد التعليم المستمر مطلبًا تتزايد الحاجة إليه يومًا بعد آخر لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجه الاقتصاد والعمل والتقانة والعلوم والمحافظة على الذات والهوية. بل يعد فلسفة تترجم موجهاتها ومنطلقاتها إلى برامج وأنشطة وفعاليات تمكن من خلق المجتمع المتعلم الذي يتعلم فيه الأفراد طيلة حياتهم دون قيد أو شرط من المهد إلى اللحد، وبما يُسهم في تحول التعليم والتعلم من خلاله إلى حق طبيعي للأفراد وقيمة أصيلة في المجتمع، وشرطًا لولوج مجتمع المعرفة.
وانطلاقًا من ذلك كله يُمكن القول إن التعليم المستمر يُمثل المسلك الحيوي لتأهيل الكفاءات العاملة على كافة المستويات وزيادة المعلومات وتجديدها في عصر تتسارع فيه المعارف وتتكاثر فيه الحقائق ومن ثم فإن للتعليم المستمر من خلال برامجه المتعددة والمتنوعة دوره في توفير الفرص أمام المشرفين التربويين لمتابعة التقدم المعرفي والتكنولوجي العالمي في ميادين الإنتاج، وتزويدهم بالمعارف والمهارات والقيم اللازمة لدعم قدراتهم وكفاءاتهم لصالح العمل وبما يجعلهم يتحملون مسؤولياتهم تجاه أنفسهم وبيئاتهم التعليمية ومجتمعهم ومن ثم الاستمرار في عملهم بفاعلية أكثر، ويجعلهم على اطلاع دائم بالأحداث التي تحصل،
كما تبرز أهمية التعليم المستمر في مجال التنمية المهنية للمشرفين التربويين لكونه إحدى الآليات المهمة لإكسابهم أساليب التعلم الذاتي، والقدرة على البحث عن المعلومة.
وهو يُتيح من ناحية أخرى إمكانية إقامة علاقات بين مؤسسات التعليم وشركاه داخل المجتمع -القطاع الخاص-، بالإضافة إلى أهميته في استخدامه آليات مختلفة تتفاوت بين الآليات التقليدية مثل: المذكرات، والكتب، واللقاء المباشر مع مقدمي برامج التنمية المهنية، مرورًا بآليات أكثر حداثة كالإذاعة، والتلفزيون، وانتهاءً بشبكة المعلومات الدولية ووسائل التواصل الاجتماعي ، وبث المؤتمرات العلمية من جميع أنحاء العالم عبر وسائل الاتصال الحديثة.
- مشرف تربوي بتعليم الرياض