سعد الدوسري
من المعيب أن نستغل إحساسنا بصعوبة المرحلة القادمة، على المستوى الاقتصادي والسياسي، لتوجيه اللوم على الكيان الوطني، فنحن جميعاً في مركب واحد، وسنظل فيه إلى أن نصل بر الأمان، بحول الله. لكن الصدق والشفافية والمصارحة والمكاشفة، فيما يتعلق بأداء الأجهزة الحكومية مطلوب. على الجهات الحكومية المساهمة في هذه المرحلة، بفعالية. انتهى زمن الاتكالية والكسل والتبطح والتسدح. على كل قطاع أن يرفع لواء الترشيد الحقيقي، وليس الصوري، ابتداءً بمكتب الوزير، وحتى إدارات النقل والصيانة.
ليس خافياً على أحد حجم الهدر المالي في القطاع الحكومي، على بنود لم تعد صالحة للاستهلاك الآدمي، كالمؤتمرات الإقليمية والزيارات الدولية وبرامج التعاون الإستراتيجي والمجالس الاستشارية. كل هذه الأشكال المستهلكة، لم تكن سوى ممرات لإنفاق ميزانية القطاع، وعدم إعادتها للخزينة، في نهاية السنة، أو ممرات لصرف المال العام على المقربين والمعارف. ولو نحن استعرضنا حجم الإنفاق على مثل هذه الفعاليات، لوجدناه أكبر بعشرات الأضعاف من أية دولة، قريبة كانت أو بعيدة. وسوف لن أتحدث هنا عن بعض المهرجانات والمعارض المحلية أو الدولية، التي لا مردود ثقافياً أو فكرياً أو إعلامياً لها، مما يجعلها عبئاً على الميزانية، ومكسباً لمنتفعين محدودين.
على الصادقين والمخلصين والغيورين، وضع أصابعهم على مواطن الهدر الكبير في ميزانيات قطاعاتهم، حتى ولو كان على أنفسهم وأولادهم وبيوتهم، وبيوت الذين يطبلون لهم.