عبده الأسمري
اجتمعت فيه حنكة الدبلوماسية وتفاصيل المسؤولية، فجمع السياسة والكياسة وقدم للوطن إرث رجل دولة وخبير مرحلة سفيراً ومستشاراً وأميراً.. تتشكل في شخصيته اتجاهات أربعة للقيادة صنعتها الخبرة وصقلتها المواقف ووظفتها المناصب. يتكىء على رصيد مديد من الكفاءة والاقتدار صنعها بسيرة نادرة جمعت العمل الديبلوماسي والثقل الاستشاري والفعل المؤسساتي في كل المراحل.
إنه أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف الديبلوماسي والمستشار والمسؤول المنوع المهام المتنوع المسؤوليات صاحب السيرة الفارعة بالانجازات البارعة بالمهمات.
تختلط في محياه الوسامة والابتسامة ويبرق من عينيه دهاء الديبلوماسية ومن لغته صفاء التواضع وتغلب على وجهه سمات والده الذي ورث عنه فصل الخطاب وأصل الجواب، وتغلب على تقاسيمه صفات أعمامه وبصمات أخواله وتطغى على شخصيته كاريزما حازمة تتداخل مع ود موضوعي تحكمه قرارات المسؤول ووداد ذاتي ترجحه روحه المحبة للوطن العاشقة للوطنية.
الأمير سعود من جيل الاحفاد المؤثرين في خارطة الوطن التنموية، انفرد بمسار العمل الديبوماسي كسفير والاستشاري كمستشار برتبة وزير والقيادي كأمير منطقة. في الرياض التي يعشق هضابها ويهوى نسمات ليلها درس في معهد العاصمة النموذجي المصنع التعليمي والتربوي الذي جاد بالمبتكرين والمفكرين، نال منه شهادة الثانوية ليلحقه والده الأمير نايف رحمه الله في أهم مواقع الدراسة خارجياً، حيث درس في جامعة بورتلاند ليعود للوطن حاملاً شهادة البكالوريوس في الاقتصاد، ولأنه يؤمن بالتخصص ويوقن بالاختصاص لم ينظر الى «شخصيته الاعتبارية» ولم يرتهن إلى المناصب بقدر ارتكانه إلى أهمية العمل بشكل احترافي تعلمه في نظريات الاقتصاد وفلسفة الاعمال فعمل في القطاع الخاص ردحاً من الزمن تعين بعدها نائباً لرئيس رعاية الشباب ليعود أيضاً الى عشقه الازلي في القطاع الخاص. ثم عينه الملك فهد رحمه الله نائبا لامير المنطقة الشرقية، وظل فيها حوالي 12 عاماً كون فيها قاعدة من التعامل والتكامل بين المسؤولية والانتاجية. ثم تم تعيينه سفيراً للمملكة في اسبانيا وكان ايضا عميدا للسلك الدبلوماسي العربي بمدريد، ثم صدر امر بتعيينه مستشاراً للنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ومساعداً لوزير الداخلية للشؤون العامة بمرتبة وزير، ثم صدر أمر بتعيينه رئيس ديوان ولي العهد ومستشاراً خاصاً له بمرتبة وزير. وصدر أمر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بتاريخ 2-3-1434هـ بتعيينه أميراً للمنطقة الشرقية.
شغل منصب نائب ثم رئيس للهيئة العليا ومشرف عام على جائزة نايف بن عبد العزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة. اضافة الى العديد من المشاركات الفاعلة خارج وداخل الوطن على مختلف الاصعدة.
في قصر والده الامير نايف رحمه الله كان ملهما في حضرة المكان ومستلهما في نضرة الكيان «الأبوي» وهو يجود عليه وعلى اخوته بأسس الدين وأساسات التربية.
تغلب على خطاباته اللهجة الأميرية واللغة الدينية تشرب من والده الوطنية الصادقة والصدق الوطني وحس المسؤولية واحساس الامانة وامانة المرحلة ومرحلة الافق وتعلم منه بعد النظر وإسعاد الآخرين، فللأمير مواقف يعرفها العامة من الرعية التي اعتاد ان يكون ركناً ثابتاً في مناسباتهم وقراراً متحركاً يرعى شؤونهم ويتلمس مطالبهم بعيداً عن الأضواء.
في الشرقية التي عاش فيها النهضة ووضع أساسات التنمية فيها عندما كان نائباً، جاءها بعد أعوام ليضع حجر الاساس وأساس النجاح فيها أميراً يجني ثمار أفكاره.. لتكون نواة جديدة لنمو تنموي فاخر بدأه من أول يوم تسلم فيه امارة المنطقة التي حولها لتكون «الباهية» بمكوناتها «الزاهية» بمكنوناتها. العامرة بأهلها الغامرة بمنجزاتها.
للامير سعود بصمات تاريخية وومضات مضيئة من العمل في كل المحطات التي عمل فيها وها هي المنطقة الشرقية تعيش الازدهار والانبهار في كل محافظاتها ومراكزها وحتى قراها وهجرها، حيث توشحت الشرقية عقوداً من اللؤلؤ والمرجان احتفاء بأميرها، وهي تسابق الزمن وتعانق مقدمة الركب في مشهد تعكسه الإمارة الاستراتيجية والحضارة التنموية والمنارة الانمائية التي وظَّفها الأمير بفكره وحرصه وأنتجها بوفائه وتخطيطه.
تجده بين المواطنين حامل هم ووسط المسؤولين قائد فكر وفي الميادين مراقب مشروع وامام القضايا قاضي عدل وخلف النجاحات مسؤولاً ناجحاً.
الأمير سعود أنموذج معتبر لشخصية اقتبست من المنصب أعلى درجات الولاء فرجح كفة ميزان الانجاز وانتهجت من الامانة أسمى سمات الوفاء، فأثقل رصيد الامتياز بعمل دؤوب جعل من المنطقة الشرقية واجهة مضيئة في ساحل الوطن الحبيب.