عبد الله باخشوين
سكان الجزيرة العربية والخليج عندهم ((مشكلة)) مع ترادف الأسماء وسرعة توارثها وتناقلها بين جميع أفراد العائلة.. وصولاً إلى أبناء الأجيال الجديدة الذين خرج معظمهم عن القاعدة ((التقليدية)) واخذوا يطلقون على أبنائهم أسماء عصرية جديدة.
ودون الخوض في الأسباب التي أدت إلى تكرار دائم للأسماء فهي أسباب نعرفها جميعاً وتدخل في الأعراف والتقاليد، وهى دليل على التقدير والمحبة والإكبار.. نجد أن المشكلة تكمن في بعض العادات التي جعلت الإِنسان يكتفي بذكر ((اسمه ولقبه)) وهو أمر جعله يعرف به بين زملائه وأصحابه والأوساط التي يتردد عليها.. فأنا أسير داخل جدة ((ثلاثة عبد الله باخشوين)) لكني لا أعرف أحداً في الأوساط التي ينتمي إليها ويتردد عليها عبد الله حسن.. وعبد الله عمر الذين يطلق على كل منهم اسم ((عبد الله باخشوين)) داخل العائلة وخارجها ولا أحد يذكر اسم ((أب)) أي منهما إلا لمن يلتبس عليه الأمر.. أو في حال حدوث ((مشكلة)) أو ((إشكال)) يتطلب تحديد الشخص المعنى، وأذكر أنني تحدثت مع أحد الأصدقاء العاملين في إحدى القطاعات العسكرية عن طرائف ((تشابك)) الأسماء فقال:
تعال عندنا.. أو في أي قطاع عسكري وشوف.. التطابق يصل إلى اسم الجد في كثير من الأحيان ولا يوجد الفرق إلا في ((اللقب)) وأحياناً بين أبناء العشيرة الواحدة لا يوجد فرق إلا في ((الفخذ)).
واذكر زمان في مجلس الفنان ((خليل حسن خليل)) أخذ يحدثنا والده الشيخ الجليل ((حسن خليل)) عن الأسماء المفضلة والشائعة بين أبناء بعض الجاليات العربية كالسودانية والمصريين والفلسطينيين والأردنيين، وأخرج لنا قائمة رصدها بحكم عمله في إدارة التعليم.. وانتشار أسماء مثل: ((ميرغني.. وتيجاني.. السر.. وبشير)) بين إخواننا السودانية.. و((حسن ومصطفى.. وسامي.. ومحمود)) بين إخواننا المصريين.. أما إخواننا الفلسطينيين فينتشر بينهم اختصارات مثل ((أبو العبد.. أبو عبيد)) أما إخواننا نشامى الأردن فينتشر بينهم اسم ((محمود)) منذ تلك الأيَّام التي كنا فيها صغاراً نتلحف حول الراديو لنستمع للفنان الشعبي ((عبدو موسى)) وهو يغني على الربابة في برنامج ((مضافة أبو محمود)).