كل عام والوطن بخير، وكل عام نحياه ونعيشه نستقبل فيه ذكرى اليوم الوطني للملكة، تخليداً للماضي وتأكيداً في الحاضر ونقلاً للمستقبل، يوماً يعيد للأذهان على مر السنين حدثاً تاريخياً هاماً عند ما وحد جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آلِ سعود -طيب الله ثراه- هذا الوطن في كيان واحد تحت راية التوحيد في الأول من الميزان لعام 1352هـ.
حيث تعيش بلادنا، ونعيش معها هذه الأيام من العام الهجري 1437هـ، مناسبة خالدة وتظاهرة عظيمة يفخر بها كل مواطن سعودي، إنها ذكرى اليوم الوطني (86) للمملكة العربية السعودية. يوم يحمل في طياته الكثير من المعاني والذكريات التي تحكي لنا مسيرة (8) عقود من الزمان ووطننا بفضل من الله ثم بحكومته الرشيدة وقيادته الحكيمة ينعم بالأمن والأمان، والنماء والبناء والعطاء في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والتنموية، حتى غدى في مصاف الدول المتقدمة، قاده خلال هذه المسيرة (6) ملوك من أبناء الملك المؤسس، سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله -رحمهم الله جميعاً- واليوم نعيش في ظل عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آلِ سعود، ملك الحزم والعزم -حفظه الله ورعاه-، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آلِ سعود، وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آلِ سعود حفظهما الله جميعا.
لقد حرصت حكومتنا الرشيدة منذ نشأتها على استقرار أمنها وحماية أراضيها ومقدساتها، ونشر العلم ومحو الأمية بين أفراد المجتمع، واهتمت ببناء المدارس والمعاهد والجامعات في كافة مناطق المملكة بمختلف مستوياتها إيماناً منها بأن الركيزة الأساسية لرقي الشعوب ونهضتها تنطلق من التعليم والبحث العلمي، والمحافظة على التراث والأرث العربي والإسلامي. فأسهمت في صناعة الحضارة العربية والإسلامية والإنسانية، وأصبحت رائدة في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتنموية والتقنية والعلمية والصحية ونحوها.
منذ توحيد هذه البلاد على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- تبنت المملكة سياسة واضحة معتدلة وعادلة قائمة على مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، فكان القرآن الكريم والسنة المطهرة دستوراً لها، فكفلت لمواطنيها وزوارها الحرية والحياة الكريمة، وحفظت حقوق الإنسان في أسمى معانيها، ومدت علاقات دولية أخوية وصديقة مع العالم مستمدة من تراثنا وحضارتنا العربية والإسلامية، مما جعلها تشهد نهضة وتطور باهر في وقت قياسي، حتى أضحت تجربة متميزة للمجتمع الدولي ونموذج معاصر من النماذج الناجحة في تاريخ الأمم.
إن المملكة العربية السعودية تولي اهتماماً كبيراً لحماية أراضيها ومقدساتها، والحفاظ على أمن وسلامة مواطنيها وزوارها، وتسهيل كافة سبل الراحة لهم، وبذل الغالي والنفيس في الدفاع عنهم وحمايتهم، ومن الواجب على كل مواطن وكل مقيم على تراب هذا الوطن الغالي أن يحافظ على أمن وسلامة هذا البلد وأن يكون عوناً وداعماً للبناء لا معول هدم، فحب الوطن والانتماء له ليس بإقامة الاحتفالات الوطنية أو المشاركة فيها ولا برفع الشعارات والأعلام، ولكن حب الوطن والانتماء له يكمن في الدفاع عنه وحماية موارده ومقدراته والحفاظ على أمنه، والالتفاف حول مليكه وقيادته وشيوخه وعلمائه، والوقوف صف واحداً في وجوه أعدائه، وقطع كل يد تمتد لتنال منه.
ثم إننا نحمد الله أن عزنا بالإسلام، ونحمده أن منّ علينا بنعمة الأمن والأمان والاستقرار، ونشكره تعالى على أن قيض لهذا الوطن حاكماً عادلاً وحكومة رشيدة تعمل بشرع الله وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتحق الحق وتأمر بالعدل.
حفظ الله لنا ديننا ومليكنا ووطننا وأمننا من كل مكروه.
عبد الله بن أحمد الأحمري - مدير عام هيئة الهلال الأحمر بمنطقة الجوف